القدس في خطر ونحن في خطر
بقلم البروفيسور الشاعر بومدين جلالي (الجزائر)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنا على أطلالِ عـزّ غابرِ ** نــــادَى فؤادي همْسَ أمْسٍ ســـاحرِ
فسمعْت طيْفاً قال:ماذا تبْتغي؟**والصوْتُ في الأوْتارِ غُصّةُ حائرِ
فصمدْت حتّى غاب تمْويجُ الصّدى**وجمعْتُ بعْضَ شتاتِ نبْضِ مشاعِرِي
وإذا سؤالُ الطيْف كرّر وقعه ** كمْ مـرّة، بتواصل متواتـرِ
في الحين قلت :”أنا التعاسة ذاتها**وسعادتي ماتتْ بجَـوْر الحاضرِ
يا سيّدي لا أبتغي في لوعتــي ** غيْر النجاة مِنَ المسـار العــاثرِ”.
فتكلّمتْ أشـــواقُ تاريـخٍ طـوى ** دهْــراً مديداً في الزمان الســائرِ،
قالتْ : “لقدْ كنْتم جلالاً لامعـاً، ** بِالعدْل سادَ على المكانِ العامرِ
بِالجودِ والإبداعِ كان حضارةً ** فيها أعاجيبُ الشموخِ الفـــــاخرِ
بِالعلْم والإيمانِ كان تَجلّيــاً ** مِنْ فطْرة المَوْلى الحكِـيمِ الفـــــاطرِ
بِمـلاحِمِ الأبْطالِ كان تألّقاً ** في نُصْرةِ الحقّ الأكيــدِ الظـــــاهرِ”.
هـذا بِأمْسِ الناسِ- قُلْتُ مُعَقّباً-**وَاليـوْمَ ما هي حالُ عصْرٍ فاجرِ؟
ذهبتْ قـــداسةُ قدْسِنا وبلادِنا ** ذهبتْ بطـــولةُ كــلّ رمْــزٍ قـــادرِ
لمْ يبْــقَ نُبْلٌ أوْ نبيلٌ بيْنـــنا ** لمْ تبْـــقَ صَوْلةُ نــاثِرٍ أوْ شـــــاعِرِ
سادَ الجَبانُ، وقادَ بَعْضُ رِعاعِنا**خيْرَ الرّجالِ إلى الهوانِ العـاهرِ
أعْــداؤنا صاروا أحِبّـتنا، ومـا**كنّـا لِنحْيــا فـي الخنوعِ الصــاغرِ
ماتتْ مروءتُــــنا بِقمْعٍ قاتِــــلٍ **وَدنتْ نِهـــــايةُ معْـــشرٍ مُـتــآمرِ
اَلقدْسُ في خطرٍ ونحْنُ كذاكَ في**خطرِ الخطورَةِ بِاللظى المُتكاثرِ
خطرٌ وأخطارٌ خطيـرٌ شأنُهــا.**يا أمّةَ الإسْــلامِ هلْ مِنْ نـاصرِ؟
يا إخْوتي هَـلّا وعيْـتمْ ما بنـا** هــلّا نهضْـتمْ لِلجِهــادِ الثـــــائر
قوموا قِياماً وَالقيـامُ مـروءَةٌ،**سيروا لِحرْب بِالسّـــلاحِ القـاهرِ.
لَا ثمَّ لَا لِلْمـــاكِرينَ جميعِهمْ** خـذلانُ قدْسٍ مِنْ صِفاتِ الماكرِ.
لَا ثمَّ لَا لِلخـــائِنينَ جميعِهمْ**مَنْ خانَ صارَ شقيقَ خصْمٍ كـافرِ.
إنّ الص ** وَتلــوُّث في إرْثِ دِيـــنٍ طــــاهرِ
هيّا لِتنْظِيفِ الْمَدَى مِنْ شرِّهمْ ** نَصْـرُ العَقيدةِ فَخْرُ جيلٍ فاخرِ.