بقلم جنى خليفة فرحات ، طالبة في الجامعة اللبنانيّة ،كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة الفرع الخامس. ماستر ١ بحثي لغوي -لساني في الأدب العربي
خسئتم أيّها العرب، خسئتم أيّها النّاس، خسئت كلماتكم الخائرة، كلماتكم المتردّدة، وصمتكم الغائب عن كلّ الكلمات.
بعيدون أنتم كلّ البعد من العروبة والوطنيّة والإنسانيّة، رسمتم أوطانًا تنادي بالحريّة وعندما طُعِنَت الحريّة، طعنتم الوطن ، فمَحَت دماؤه كلَّ ألوانكم وشعاراتكم الزّائفة.
يحزن الإنسان فيذهب إلى من يواسيه، يمرض فيذهب إلى من يداويه، يموت فيجد من يكفّنه، لكن هنا مات الأحبّاء واالأطبّاء الكافنون ، دُمّرت المنازل و المستشفيات وحتّى المقابر .
ونحن ماذا ننتظر ، ننتظر صحوة ضمائرنا الميّتة، فنقف ثابتين أمام أهوال المناظر ، لا يُحرَّك فينا ساكن…
.كيف يثبت الإنسان أمام الموت والإبادة؟ كيف يثبت أمام هلاك الأطفال واغتصاب النساء وقهر الرّجال؟ أمام تدمير الأرزاق؟ أمام نزف الوطن؟
حارب بالكلمة، كلمتك سلاحٌ فكما قال الكاتب المصريّ عبد الرّحمن الشرقاوي:” بالكلمة تنكشف الغُمّة ،الكلمةُ نورٌ و دليلٌ تتبعُه الأُمّة”.لا تستهِن بقوّة الكلمات , فلنقف في السّاحات ، و لنلقِ بعض الكلمات و لنحرّر خيبة الأموات ؛فلنقف في السّاحات ولنلقِ بعض الكلمات، كلمات تلوّن شعارات الحريّة وتمحي زيفها، كلمات ترفع رايات العزّة والشجاعة وتلقي بالخوف والصّمت والعبوديّة.