بقلم أريج محمود جندي
فتحت بابي للجميع إلّا لجاري
وجاري أحقّ منّي بالدّيارِ
لكنّي سمعته في طريقي لأشاركه
يلعن أرضي لوفرة ثماري
زيتونة جدي بعد ليلتين احترقت
وأكلت النيران كلّ أشجاري
فمن أتّهم إذا سألني الحماة
والحماة هم “صُدفة” أبناء جاري
يربّتون بالكاز على كتفي ويصيحون:
“هيهات أنت الفاعل لا تُواري !”
ويوافق أبناء قريتي فتذهب يميني
إلى المخفر لتشتكي على يساري
ويجيء بزوجتي شاهدة لكنّني
للمرّة الأولى أراها بهذا الخمارِ
ولأنّني افتعلت جريمة متعمّدًا
صادروا ثماري وأقفلوا داري
ولي فيه عشرون طفلًا وطفلتان
أناديهم لِحُسنهم نجومي وأقماري
اقتادوني إلى السّجن بقرار وزاري
ورموني في زنزانة النسيان “رمية العاري”
ظننته حلمًا لكني كلما أغمضت
دق السجّان جسدي بمسمارِ
ومنعوا الزائرين من رؤيتي
خيرًا فعلوا فمن هم زوّاري؟!
إذا زوجتي خانت وأهل قريتي
وأولادي ماتوا جوعًا بقرار وزاري
من يأتي إليّ في وحدتي
ويحتضن بحنان يأسي وأفكاري؟
بعد شهر أو سنتين أو عشر
طلبوا نهوضي وتم اجتراري
لأقابل أحدهم كما أخبروني
فانفرجت أساريري… هو يوم حظي إنّه نهاري
تساءلت من أتى؟ من تذكرني؟
وغدا هذا السر أعظم الأسرارِ
لكني لما رأيت الحبل مدلى
عرفت أنّه لقاء العبد بالباري