شعر الاستاذة فاطمة الساحلي
تبَّتْ يدا زمنٍ يستعذبُ القهرا
ويستلذُّ بظلمٍ فائقِ المسرى
ويستظلُّ بمَنْ تخفي سرائرُهم
أدرانَ جرثومةٍ تُبدي لهم نُكرا
فالكادحونَ كغيمٍ يرتجي مطرًا
لكنّ مزنتَهُ ما أدركَتْ بحرا
لأنّ مَنْ أفسدوا في الأرضِ قد ركبوا
أمواجَهُ نهمًا واستنزفوا القعرا
والعابثونَ أتَوْا كلٌّ بمنجلِهِ
يجني المواسمَ والأعمارَ بالأحرى
حتّى الهواءُ إذا اسطاعوا بلا خجلٍ
باعوهُ واقتسموا أرباحَهُ جهرا
يا أيّها الوقتُ هل أدركْتَ ما وَزَروا
في غيِّهم ومضَوا كي يُحكموا الوِزْرا؟
رأيتُ من جعلوا قابيلَ قدوتَهم
فكلُّ أفعالِهم تُحيي له الذّكرى
من صلبِهِ اتّقدَتْ جيناتُهم شررًا
فأورثَتْهم فسادًا عاثَ واستشرى
وأتقنوا لعبة الإخفاءِ فابتكروا
للمكرِ أقنعةً فاستحسنوا المكرا
واستنفدوا صبرَ مَن هابيلُ موطنُهم
ويشهدونَ غرابًا يحفرُ القبرا
فهل يُلامُ وجيعٌ في انتفاضتِهِ
على الهوانِ إذا لم يستطِعْ صبرا؟
وقد تحطّمَتِ الآمالُ واتّسعَتْ
خيباتُه فغدَتْ أحلامُه قفْرا
والفقرُ ذا غربةٌ تعزو إلى وطنٍ
يجتثّهُ جشِعٌ يستمرئُ الفَقْرا
وانصاعَ في زمنٍ أنذالُهُ اقترفوا
في كلِّ زاويةٍ من فعلِهم إمرا
ربّـاهُ أنّـى يسودُ العدلُ مفترشًا
كلَّ الأماكنِ بالإحسانِ والبشرى ؟
وتنطوي صفحاتُ الحزنِ من كتبٍ
قد سطّرَتْ زمنًا يستعذبُ القهرا