إعداد د أنور الموسى
الكناية
-الكناية لغة: ما يتكلم به الإنسان ويريد به غيره، وهي مصدر كنيت أو كنوت بكذا إذا تركت التصريح به، واصطلاحا: لفظ أريد به غير معناه الذي وضع له، مع جواز إرادة المعنى الأصلي، لعدم وجود قرينة مانعة من إرادته، نحو: سعيد نظيف الكف؛ أي: سعيد أمين متورع عن المال الحرام، وفلان كثير الرماد: كناية عن الكرم… مع جواز إرادة معنى أن فلانا عنده رماد كثير…
- أقسام الكناية:
- كناية الصفة: المراد بالصفة الصفة المعنوية كالكرم والشجاعة، وفي هذا النوع، يذكر الموصوف وتستر الصفة، مع أنها هي المقصودة، نحو: فلان عريض القفا؛ كناية عن الغباوة، وفلان طويل النجاد، فطول النجاد يستلزم طول القامة، وطول القامة دليل الشجاعة… وكذلك الحال في قولك: فلان رفيع العماد، وكثير الرماد… فكثرة الرماد تستلزم كثرة الطبخ، وكثرة الطبخ دليل على كثرة الآكلين، وهذا دليل الكرم…
- كناية الموصوف: وفيها تذكر الصفة، ويستر الموصوف مع أنه المقصود، نحو قولك: موطن الأسرار؛ كناية عن القلب… يقول الأمجد في قصيدة فائية من البسيط والقافية من المتراكب، مستخدما الكناية في قوله: “مكان الوجد والشغف”، و”مستوطن الأشواق والأسف”:
كُفِّي لِحاظَكِ، يا ذاتَ الوشاحِ، فَقَدْ أَصبتِ مِنِّي مكانَ الوَجْدِ والشَّغَفِ
أَصبتِ مني مكانـاً، أَنْتِ ساكنَةً فِيْهِ، ومُسْتَوْطَنَ الأشـواقِ والأسَفِ([1])
- كناية النسبة: يراد بها إثبات أمر لأمر، أو نفيه عنه، وبها يصرح بالصفة والموصوف، ولا يصرح بالنسبة الموجودة، مع أنها هي المقصودة، نحو: الكرم في ثوب محمد.
فقد ذكر الصفة وهي الكرم، والموصوف محمد، ولم يذكر أنه كريم، بل نسب الكرم إلى ما في ثوبه؛ وهذا يستلزم أن محمدا هو الكريم؛ لأن الذي في الثوب هو محمد لا غيره…
ومن الأمثلة أيضا: يسير الجود حيث يسير أحمد… كناية عن أن أحمد يتصف بالجود والكرم…