الجمعة , فبراير 21 2025
الرئيسية / غير مصنف / البديع زينة الضاد

البديع زينة الضاد

إعداد د. أنور الموسى من كتاب البلاغة العربية والتحليل النفسي

علم البديع 

  

    البديع لغة: المختَرع الموجَد على غير مثال سابق؛ وهو مأخوذ ومشتق من قولهم: بدع الشيء أبدعه، اخترعه لا على مثال.

واصطلاحا: هو علم يعرف به الوجوه والمزايا التي تزيد الكلام حسنا وطلاوة، وتكسوه بهاء ورونقا، بعد مطابقته لمقتضى الحال[1].

واضعه عبد الله بن المعتز العباسي المتوفى سنة 274هـ، ثم اقتفى أثره في عصره قدامة بن جعفر، فزاد عليه، ثم ألف فيه كثيرون كأبي هلال العسكري وابن رشيق القيرواني وصفي الدين الحلي وابن حجة الحموي وغيرهم ممن زادوا في أنواعه، ونظموا فيه قصائد تعرف بالبديعيات…

ويرفع إبراهيم أنيس من قدر البديع وأثره في الإيقاع حين يقول: “لا يتم الحديث عن موسيقى الألفاظ إلا بإشارة سريعة لما جاء في كتب أهل البديع، فقد قسموا البديع إلى نوعين:

1-اللفظي: هذا النوع من البديع وثيق الصلة بموسيقى الألفاظ؛ فهو ليس في الحقيقة إلا تفننا في طرق ترديد الأصوات في الكلام حتى يكون له نغم وموسيقى، وحتى يسترعي الآذان بالألفاظ كما يسترعي القلوب والعقول بمعانيه؛ فهو مهارة في نظم الكلمات وبراعة في ترتيبها… ومهما تعددت طرقه يجمعها أمر واحد: وهو العناية بحسن الجرس ووقع الألفاظ في الأسماع…([2])

2-معنوي: وهو الذي تتعلق المهارة فيه بناحية المعنى…على أن هذا المعنى… يتضمن أمورا تتصل اتصالا وثيقا ببحث موسيقى الألفاظ…”

والجرس اللفظي، في نظر أحد المعاصرين، فضلة؛ تأتي بعد الوزن والقافية، ويدخل فيها الجناس والطباق وسائر المحسنات…([3])

نجد بعض الأدباء، يكثر من إيراد المحسنات البديعية مراعيا ذوق العصر[4]، يقول محمد سلام زغلول متحدثا عن كثرة البديعيين في العصر الأيوبي: “وهناك(…) البديعيون أصحاب الصنعة، قد كانوا الكثرة الغالبة، وهم بدع العصر، ومذهبهم المذهب المفضل المختار الذي يتلاءم مع أذواق الناس ويتفق وأهواءهم”، “فشاع البديع حتى صار يحلو لبعض الناظمين أن ينظم القصيدة يجمع في كل بيت منها نوعا منه”([5]).

 

[1] السيد أحمد الهاشمي. جواهر البلاغة. ص3.8

([2]) إبراهيم أنيس. موسيقى الشعر. القاهرة، مط. الإنجلو المصرية، ط4، 1392/1972، ص44-45

([3]) عبد الله الطيب المجذوب. المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها. القاهرة، مط. الباي الحلبي، ط1، 1375/1955، ج2، ص2-4

[4] في عصر الانحطاط مثلا…

([5]) محمد زغلول سلام. الأدب في العصر الأيوبي، مصر، مط. دار المعارف، لا.ط، 1388/ 1968، ص262-265