السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقالات / كهف مآساتي

كهف مآساتي

بقلم غنى جرجوعي

صحوتُ من كهف مأساتي العتيق، بعينين مفتوحتين تنظر الى الحياة بذهول مروع وكأني للتو أبصرت! في تلك الدنيا، كانت ذراعي تحضن كل الحياة، أقفز من صخرة الى أخرى، وأسلمُ نفسي للرياح الا أن أنطفأت; تدريجيا..
غباش سوداوي وانكار عاثا بي.. نسيتُ السباحة والتأمل في السماء ولون الشجر.. أضعتُ بصيرتي وصرت أندثر يوما بعد آخر من ذاتي وجراحاتي وتكومتً على بعضها وتراكمت نفوس الخبث من حولي..
سألني أحدهم، “أينكِ من نفسك! ” لقد هممتُ في فهم كينونة الإنسان برتبة تلميذ يبحثُ في مشروعه الإنساني; ولما كانت مفاهيمه أحجيةً ورموزاً، لم أتعدّ الطفولة في جسد امرأة عشرينية حتى حدث كل ما حدث.. غبنتُ حين تشابهت أيامي وتشابهت الناس في وطني الى حدّ بعيد.
أنا المتمردة أعلاه، انا التي جمعت كل الحجارة وبنيتها،ها قد خارت قواي وتلاشت شهيتي وبدلتها بالطعام وأكلته بشراهة غير مسبوقة.
دون أن أعي، كنت أتلقى صدمات كهربائية وأردها ثأراً، بعدما كنتُ قصائد شعراء عنوانها اسمي، بعدما كانت كل القلوب قضيتي. تخطاني التاريخ وتعلقت بجغرافية المكان ونبذتُ المنافقين جهراً امام الملأ وخاصمتهم علناً… أنفقتُ عمراً ثقيلاً في حضرتهم…
المهم في النهاية، أن نسقط عن كاهلنا ما حدث، أن نغلق الباب دون أن ننظر الى الخلف، أن نبني جسورا جديدة، وأن نرتمي في الحنين; في الهواء الطلق…