بقلم حلا صفر
في كل نهاية عام لدي وقفة تأمل مع ذاتي
أقفها في يوم ميلادي في ديسمبر البارد..
تعودت سماع انني تلك الطفلة التي ولدت في ليلة كانونية شديدة الصقيع!
سمعت هذا الكلام عشرات المرات..
يتردد على مسامعي من والدي ووالدتي..
كنت اتساءل لماذا اتيت في هذا اليوم الجليدي؟
أأتيت لأكبد أمي كل هذا الشقاء!
أم لأبرّد قلبها الذي احترق في كانون الماضي!!
وهل هناك قلوب تحترق في برد كانون؟
وهل صقيع كانون غير كافٍ ليطفئ نار هذه الأم الحزينة!!
منذ بدأت أفهم الكلام فهمت معه سبب وجودي في هذا العالم..
فأنا كنت ثمرة حزن..
حزنٌ لطالما تمنيت ان امتصه من قلب والديّ
على مدى هذه السنين..
اتذكر كم وددت لو انني استطيع التحليق !
أن أحلّق في هذا الفضاء الفسيح..
وأصل الى عمق السماوات..
لأخطف من حضن الله هذا الطفل الذي خطفه من حضن والديّ..
ونتبادل الأدوار انا وهو..
انا اقبع في حضن الله والياس يعود لحضن والديّ
معادلة بسيطة بمفهومي الطفولي!!
لم اكن ادري لم هيي مستعصية عند الله!
هو يملك القوة وهو سيد الكون..
اما انا مجرد دمية صغيرة يحركها القدر..
اكثر ما كانت تستطيعه هو الدخول لغرفتها
تذرف دموعها البريئة التي تنزل سيلاً
على وجنتيها القرمزيتين..
بعدها ارتبطت علاقتي بكانون ارتباطاً وثيقاً..
بت أراه صديقاً روحياً يأتي ليحتضنني كل عام..
نحكي اخبارنا ونتأمل في باقي عامنا..
نشكر سويةً على كل ماتعلمناه في كل عام..
وأما عن هذه السنة العجائبية!!
لا يسعني القول الا انها غيرت كل مفهومي بالحياة..
مررت بها بأصعب وأجمل الأوقات..
اكتسبت منها دروساً كبيرة وأشخاص عظيمين..
وعلمتني ان الحياة قصيرة أحبائي..
فلنسرق السعادة ونحيا بكل انسانية ومحبة