لُبنان أنتَ في حدقاتِ عُيووننا. بقلم الأستاذ محمّد مرعي

لُبنان أنتَ في حدقاتِ عُيووننا.
بقلم الأستاذ محمّد مرعي

من بلادِ الغربة نكتبُ الى وطننا الحبيب.
عذراً يا وطني، لقد هاجرتكَ أبحثُ عن وطنٍ آخر يأويني، وكلانا يعذرُ الآخر، فالذنبُ ليس ذنبي، والعلّة ليس فيك.
لقد دمروكَ يا وطني، ودمروا أحلامي التي حلمتُ بها يوماً.
لقد جرحوكَ وجرحوا قلبي الحزينُ على فراقك.
لقد سرقوا أرضكَ، وسرقوا أموالنا.
لقد سلبوا منكَ الكثير، وسلبوا منّا حريتنا.
ها أنا اليومَ بعيدٌ عنكَ، لكنّك في القلبِ دوماً، فمهما كانَ النكد، واليأس، والبأس، يتجوّلُ فيك يا وطني، إننا لنحبّك، ونحبُّ ترابكَ وأرضك.
لقد غادرتكَ يا وطني أبحثُ عن وطنٍ ليس بالبديل عنك، بل لنبني مستقبلاً جميلاً ونعودُ إليكَ وإلى أرضكَ الخصبة ترابها.
لقد غادرتكَ يا وطني وتركتُ فؤادي فيكَ، غادرتكَ والقلبُ مليءٌ بالحزنِ، بالألمِ، مليء بالخوفِ، حياةٌ آخرى سنعيشها، ونظامٌ آخر، وتغييرُ نمطُ حياةٍ كاملة.
في مثل هذه الأيام، كنتُ في السّاحات أناضلُ بالحريّة، والعدالة، وبحياةٍ كريمة، كنتُ أناضلُ ببناءِ وطنٍ يشبه أحلامنا، وأمآلنا، ببناء وطنٍ نعيشُ فيه بأمانٍ، واستقرار، وحريّة، واليوم أنا بعيدٌ عن هذه الساحات، لكنّني سأبقى أناضلُ في غربتي بوطنٍ يشبه أحلامنا، ولكلّ دمعةٍ نزلت في المطار أقول لها غداً نلقى الأحبة وغداً سيكونُ لنا وطناً جميلاً.. وسيكونُ وطنٌ أفضل.

لُبنان أنتَ في حدقاتِ عُيووننا وعاشَ الوطنُ ولا عاشَ صُنَّاع الفتن.
والى كلّ من كان له سببٌ في ذلك.
سنخبرُ الله أنّكم سرقتم أموالنا، ودمّرتم وطننا، وبقايا أملنا وحلمنا.

#تحيا_الثورة 🇱🇧
محمّد مرعي
فرنسا في 17 تشرين الأول 2020