بقلم الاستاذة أريج شريم
يقولون الحبُّ أعمى، فمهما بلغ الأذى من المعشوق لا يقلّل هذا من هيام العاشق.
تجدُ العاشق يتألّم، لكنّه لا يقوى على فراق من يحبّ. وحين يُسأل عن سبب استمراره في تحمّل معاناته يُجيب: “أحبُّه”.
هكذا حالي أنا. لكنّ معشوقي ليس شخصًا.
بل إنّه مكان. له في قلبي كلّ الأمكنة. اكتشفتُ مؤخّرًا مدى حبّي له على الرغم من عذابي المتواصل بسببه. هدّدته ومنّيتُ نفسي مِرارًا بمغادرته والابتعاد عنه. لكنّي كنتُ أكذب. نعم أكذب. ودّعتُ فيه أحبّةً كُثُر. عِشتُ انكسار أحلامٍ جمّة، ولا زلتُ في كلّ مرّة يندثر فيها أملي فيه، أمنّي نفسي بمعجزةٍ تغيّر سوء حاله بالأفضل. كرّرتُ وعيدي بتركه على مدى شهور، لكنّي في سرّي كنتُ أتملّص من السعي وراء المغادرة، ولا زلت !
أحبُّه. نعم أحبُّه.
أحبّه حتّى التعب. كحبّ درويش.
أنهكني واستنزف كلّ ما فيّ من طاقة، لكنّ حبّي ما فتئ يكبُر ويكبُر.
قد يتّهمني البعض بالجنون، لكنّها لعنة الحبّ. هي ساديّة الحبّ ومازوشيّتي.
ولستُ أبالغ في تعبيري بغية كتابةِ نصٍّ أدبيّ مؤثّر. أُقسم! ما من دافعٍ وراء كتابة هذا النصّ سوى الحبّ ولا شيء غيره.
لكم أن تعرفوا من هو حبيبي فقد يكون حبيبكم أيضًا.
ويا للسخرية، أحبّه رغم خيانته فهو لا يكتفي بي حبيبةً !
وكم يصحّ في حبّي قول فيروز:
“إذا رجعت بجنّ، وان تركتك بشقى، لا قدرانة فلّ ولا قدرانة ابقى”
يا وطني…