السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / يا بحر بيروت/بقلم الدكتور حسن نور الدين

يا بحر بيروت/بقلم الدكتور حسن نور الدين

(يا بحر بيروت)

لِمن الحقيقةُ والمآسي تَأسِرُ
كلٌ يُحيلُ الى سواه ويَذمُرُ

بَلغَ التشفي بين حُكمٍ جائرٍ
أقصى مداهُ وكم سِواهُ يُدَمِّرُ

سَيانَ كُلِّكُمُ رَجَمْتُمُ مَوطِني
ونَحَرْتُموه وكم سِواكمْ يَنْحَرُ

الشعبُ يرزحُ في المذلةِ والشقا
وقُصورُكمُ بدمِ الشُعوبِ تُعَمَّرُ

ولقد قَتلتُم حُلْمَنا بمسيرةٍ
وسَلبتُمُ ما عَفَّ مِنكُم بَيدرُ

لبنانُ أجملُ قُطْعَةٍ سُبحانهُ
يعطي بما لا نَستحِقُ ونُضْمِرُ

أكلَ التراخي والتبَلُدُ عَصْرَنا
وغدوتمُ مِثل السلاحفِ تَقْصُرُ

بئس الولاةُ تخلفوا وتعثروا
كالسلحفاةِ مسيرُهُم لم يُدرِكوا

حتى انطوت سُحبٌ على شعبٍ بَنَى
ان النوالَ لمن يفوزُ ويَقْهَرُ

ودَمُ الغلاءِ على الشعوبِ فريضةٌ
تُجْنَى ويَرْفُلُ بالسعادةِ قيصرُ

إيهٍ شبابَ العُرْبِ عُفُّوا بالهدى
عَمَّنْ أتى يشفي الجراحَ ويَعْمُرُ

عُفُّوا عن الفعلِ القبيحِ وجانِبوا
من جاء يَبْني والحقيقةُ تَجْهَرُ

بالغتُموا بالسيئاتِ وجُزتُمُ
حدَّ الجهالةِ تستظِلُ وتعظُمُ

ما كُنا ننتظرُ الفواحِشَ في اللِقَا
ويُعَزُ مَخزيٌ ويُقْنَصُ قَيِّمُ

لبنانُ لا يُبْنَى بِسِمْطِ جَواهِلٍ
يُعْزَى إليهم ان يطيشوا فيشمِطوا

لا تُبْنَى في السُحبِ الكَريهةِ دَولةٌ
او يُعْتَلَى فوقَ الحقيقةِ مَنبرُ

لبنانُ أجملُ قِطْعَةٍ خلّاقَةٍ
ومن البلاهةِ ان يُجَبَّ الكوثرُ

بيروتُ عاصمةُ العروبةِ كُلهِا
في خافِقَيها ألفُ قلبٍ يخْطُرُ

يا بحرَ بيروتَ الذي أعماقهُ
أهلي هُناكَ قُبورُهم تَتَحَسَّرُ

سَيعُمُّنا الشرقُ الجميلُ وتَنْتَفي
سُحُبُ الشِقاقِ ويُسْتَشَمُّ العنبرُ

قُلْ للذينَ قُصورُهُم في عزلةٍ
اوَما سَمِعْتُم حان ان تَسْتَنهِضوا

سَيعُمُّنا الشرقُ الجميلُ وتَنتَفي
سُحُبُ الدُخان ويسَتَجِدُّ البيدرُ