في أسرار الكون…
2020-06-25
ابحاث ودراسات عليا, مقالات
338 زيارة
بقلم الدكتور خالد الحسين
يبلغ نصف قطر الكون الراديوي ٩٢.٢ مليار سنة ضوئية، ويصل نصف قطر الكون المعتم الى ٢٥١ ضعف الكون المرصود بالموجات الراديوية، أي ما يعادل ٢٣١٤٢ مليار سنة ضوئية.
إن توسع الكون يعني تباعد المجرات عن بعضها البعض بسرعة شعاعية تساوي ٢٢.٤ كلم في الثانية لكل مليون سنة ضوئية، ما يعني أن المجرات الموجودة على بعد ١٤.٥ مليار سنة ضوئية تفوق سرعة انتشارها في الفضاء سرعة الضوء، وبالتالي يتعذر رصدها بمرقاب هابل الضوئي.
هل يمكن للانسان الافلات من الكون وبلوغ سرعات تفوق سرعة الضوء حيث تتلاشى كتلته المادية؟
للافلات من حقل جاذبية الارض من دون قوة دفع ذاتي دائم، يلزم تحصيل سرعة ١١.٢ كلم في الثانية، وقد استطاع الانسان من بلوغ هذه الغاية والتحرر من اسر الارض له الى اسر مركبة او محطة فضائية ضيقت انفاسه وكبلت حركته وتمكن من بلوغ القمر والافلات من اسره بسرعة ٢.٤ كلم في الثانية للرجوع الى الارض.
يقطن الانسان على الارض اسيرة الشمس بفعل حقل جاذبيتها ولكي تفلت الارض من اسر الشمس لها تحتاج الى سرعة ٤٢.١ كلم في الثانية.
ان الشمس مصدر الطاقة للارض تدور حول مركز مجرة درب التبانة بسرعة ٢٣٥ كلم في الثانية وهي تمدنا بالطاقة ولكي تفلت الجسيمات الحرارية من الشمس يلزمها بلوغ سرعة لا تقل عن ٦١٧.٥ كلم في الثانية ولاستكمال رحلتها الى الارض تصل سرعة المقذوفات الشمسية الى بضعة آلاف الكليومترات في الثانية .
اخيرا وللعلم فان سرعة النفاذ من ثقب اسود تفوق سرعة الضوء البالغة ٣٠٠,٠٠٠ كلم في الثانية .
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل :
يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان . الآية ٣٣
فباي آلاء ربكما تكذبان ٣٤
يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ٣٥.سورة الرحمن.
نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا . الآية ٢٨ سورة الانسان .
دلت الآيات على استحالة النفاذ من الكون /اقطار السموات والارض وحسم الامر بكلمة /فلا تنتصران .
اما سلطان العلم ففتح لنا نافذة صغيرة او بابا الى السماء للتعرف على جزء يسير من الكون الرحب المذهل بضخامته واكدت البحوث العلمية استحالة الافلات او النفاذ منه لان ابعاده المكانية تفوق القدرة والخيال ويتمدد باستمرار منذ ١٣.٨ مليار سنة وان اعمار البشر لا تعدل حبة رمل في ساعة رملية ملئت برمول الصحارى مجتمعة وان الشمس والارض ومن عليها محكومون بشدة الاسر وعدم النفاذ والافلات طبقا للقوانين الكونية التي تحافظ على استقرارها في أفلاكها ووفقا لثوابت محكمة ونظام مترابط في غاية الدقة من المبدع للكون والممسك به مصداقا لقول الله سبحانه : ويمسك السماء أن تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم . سورة الحج الآية ٦٥.