أغراض الشعر التقليدية في أدب الدويلات في ظل إشكالية التناص و”التقليد”
بقلم أ.د. أنور الموسى
لم تختلف موضوعات الشعر في هذا العصر عن موضوعات العصور السابقة، من مدح وهجاء وفخر وغزل ورثاء ووصف وشكوى وما إلى ذلك، ووجدت في هذا العصر أيضا موضوعات جديدة…
أخذ شعراء هذه الحقبة معاني القدماء وصاغوها صياغة جديدة؛ ولذا، تنتمي نصوصهم إلى “التناص”… آية ذلك، أنهم سبكوها في القوالب التقليدية المتداولة.
…كيف تجلى التأثر بالسابقين… في أدب تلك الدول؟ وكيف بدا التناص في أغراض الشعر؟ ومن هم الشعراء البارزون آنئذ؟ وما خصائص شعرهم؟ وهل اتصف نتاجهم بالركاكة…؟
المديح
يخضع المديح في عصر الدويلات للتناص، فمعانيه مكرورة مقلدة… فإذا وصف الشاعر في العصور السابقة ممدوحه بأنه بحر أو غيث أو أسد أو شمس أو قمر أو متوج بتيجان الملوك، أو تقي، أو سليل أكارم وأماجد، أو حام للدين وأهله، أو مذل للشرك وقومه.. جاء الشاعر في هذه الدول ليتبع سنن الشاعر السابق، مع تعديل في التراكيب والسياقة… وفاق الحالة النفسية والشعورية…
يقول ابن عنين:
قل للأعادي: إن فقدنا سيــــداً يحمـي الديار فقد وجدنا سيدا
الناصرُ الملكُ الذي أضحى بــرو حِ القدس في كلِّ الأمور مؤيَّدا
أعلى الملوكِ محلَّةً وأسدَّهـــم رأيا، وأشجعُهم، وأنداهم يـدا
ماضي العزائِمِ، لا يُرى في رأيِـهِ يوم الكريهةِ، حائرًا متــردِّدا
يَقِظٌ، يَكَادُ يُرِيْهِ ثاقِبُ رأْيِــــهِ في يومِهِ، ما سَوْفَ يأْتِيْهِ غَدَا
وكان أمام الشاعر المادح في هذا العصر، رصيد من المعاني والصور خلفها القدماء… فتمثل الصورة الكلية لموضوعه، وأحاطها بدفء عواطفه وحرارة مشاعره، فكانت تبدو حية نابضة متلألئة، تميل إلى التناص أو الامتصاص من نصوص ترسخت في اللاوعي… مثل السابق: قصيدة أبي تمام في فتح عمورية ومديح المعتصم، أو قصيدة أبي الطيب المتنبي في وصف معركة الحدث ومديح سيف الدولة، ومثل اللاحق قصيدة أبي منير الطرابلسي (ت548هـ) في مدح نور الدين وانتصاره على الصليبيين، وقصيدة ابن الساعاتي (ت604هـ) في فتح صلاح الدين بيت المقدس..
وقد تهافت شعر المديح في العصر العثماني، وانحط إلى دركة مزرية، ولم يعد الشاعر يجد من يتوجه إليه بقصائده….
ولم يكن فن المديح في بعض هذه القصائد، إلا كالفنون الأخرى من الشعر اتباعاً وتقليداً ووهناً، وإذا كان ثمة فرق… فهو في بعض مقدمات القصائد، إذ انحرفت إلى الغزل بالمذكر، أو قد يكون فخراً بمقتنيات كالدور والملابس والخدم والحشم، كفخريات منجك (ت1080هـ) أو قد يكون هجاء للبعوض والفئران والصراصير، كقصيدة جعفر البيتي (ت1052هـ) وقد أكثر هؤلاء الشعراء من وصف الأفيون وأثره في العقل والجسم.
وفي العهد الأيوبي، كان بعض ملوك بني أيوب أنفسهم يلجأون إلى المديح… كالملك الأيوبي الناصر داود الولي المهاجر محرر القدس…
ومن الأمثلة على مدح الشعراء للملوك… ما نجده عند الشاعر فتيان بن علي الأسدي المتوفى سنة خمس عشرة وستمائة للهجرة، حيث يمدح الملك بهرام شاه في غير قصيدة، ويثني على شعره، ولكنه يبالغ في إحدى هذه القصائد؛ فيقول من الرمل والقافية من المترادف:
مَلِكٌ بَلْ مَلَكٌ صِيْغَ مِنَ النُّــــوْرِ، نور العرش لا الماء المهينْ
استمر الفخر على ما كان عليه في العصور السابقة… كالفخر بالشجاعة والكرم والتضحية والشعر والإبداع… فمثلا انعكس أثر البطولات التي خاضها بهرام شاه ضد الصليبيين في شعره، لذلك نراه يفتخر أحيانا بقوته وعزيمته في مقطوعاته الحماسية التي وردت ضمن “غزلياته”، كقوله في قصيدة بائية من الطويل والقافية من المتدارك:
أُقَارعُهم في درعِ عزمي وَقَدْ حَكَتْ مَسامِيْرُ أدراعي عيــونَ الجنادبِ
هنالكَ أُردي القِرنَ وهو مصمِّــــــمٌ وأشياعَهُ في الملتقى غَيْـــرَ هائبِ
ويبدو أن الملك الأمجد، قد اختص ابن عنين حين طلب منه أن يروي شعره، فيقول ابن عنين مفتخرا ومفضلا شعر الملك الأمجد على شعره في قصيدة رائية من البسيط والقافية من المتراكب:
لما تَخَيَّرَنِي أَرْوِي قصائـِـــدَهُ مضيتُ قُدْماً وَخَلَّفْتُ الرواةَ وَرَا
ويقول الشاعر الملك بهرام شاه في قصيدة قافية من البسيط والقافية من المتراكب:
أَبْدَوْاـ وَقَدْ غِبْتُ ـ أَشْعَاراً مُلَفَّقَــــةً حتى حَضَرْتُ بنادِيهمْ فمَا نَطَقوا
جَاءوا وَجِئْتُ وَقَدْ أَعيتْ جيادُهُــمُ فكانَ لي دونهمْ في الحلبةِ السَّبَقُ
وكان لهذه المنافسة مع الشعراء دور كبير في تنقيح الملك الأمجد لأشعاره وفخره… علما أن معاني الفخر أيضا… يغلفها التناص…
الرثاء في ميزان التجديد والتناص
رثى الشعراء الملوك والأقارب وذوي السلطان… وقتلى الحروب… وتميزت معاني القصائد بالتقليدية حينا، وبالمبتكرة أحيانا، وفي الحالتين كانت متشبعة بالتناص، فضلا عن أنها عنصر توثيق للأحداث… وفيها ذكر مآثر الميت، وأثر فراقه والدموع… لكنها في المقابل تحمل بعدا نفسيا يتعلق بالتعلق الأمومي…
والملوك أنفسهم رثوا محبيهم… فأمُّ المَلِك بهرام شاه؛ ابنَةُ أخْت السلطان صلاح الدين الأيوبي، وتوفيت في ثامن عشر ذي القعدة سنة أربع وستمائة للهجرة، ورثاها ابنها بقصيدة طويلة عينية من البسيط والقافية من المتراكب، مطلعها:
لا أسْتَكِيْنُ إذا ما الخَطْبُ فاجَأَنِي ولا ألِيْنُ إذا مَكْـرُوْهُهُ صَدَعَا
الغزل في ميزان الوجدان والتناص
انتشر شعر الغزل في عصر الدويلات.. وانقسم إلى عذري وإباحي، فضلا عن التغزل بالمذكر…
ونجد مثلا في العهد الأيوبي من ينظم ديوانا كاملا جله غزل… كالملك الأمجد…
· الغزل بالمذكر
لم يكن تاج الملوك و”الشّابّ الجميل” الملكين الأيّوبيّين الوحيدين اللّذين تغزّلا بالغلمان، بل نجد هذه الظاهرة أيضًا عند ملوك آخرين من أمثال الملك الأشرف أحمد والملك الأمجد ووالده فروخشاه…إلاّ أنّ غزل هؤلاء الملوك في هذا الميدان، لم يشكّل ظاهرة مميّزة كما هي الحال عند تاج الملوك…
ذكرت المصادر أنّ للملك الأمجد بيتين قالهما في غلام، يعطيان صورة مناقضة لشخصيّته غير العابثة أصلا…
دَعَوْتُ بمـاءٍ في إنَاءٍ فَجَاءَنِي غلامٌ بها صِرْفاً فَأَوسعتُهُ زَجْـرَا
فقال هو المـاءُ القَرَاحُ وَإنَّمَا تَجلَّى لَهَا خَدِّي فأوهَمَكَ الخَمْرَا”
يذكر أنّ جذور ذكر الشّاعر للخمر، تعود إلى مرحلة الطّفولة الأولى حيث شهوة الطّفل كانت مركّزة أولا على جسده، ولا سيما على بعض مناطق هذا الجسد تختلف مع العمر؛ فهو يجد لذّته أوّلا في الفمّ، فيتمتع بامتصاص ثدي أمّه أو اصبعه أو شفتيه او لسانه…ولا غربة في ذلك ما دامت المرحلة الأولى من حياة الطّفل، ولا سيّما الأعوام الستّة الأولى من حياته، أساسيّة لتكوين شخصيّة الطّفل…
ويلاحظ أيضا أنّ ملوك بني أيّوب لم يتغزّلوا بأصناف متعدّدة من الغلمان كما فعل بعض شعراء عصرهم من أمثال الشّاعر نور الّدين الإسعرديّ الّذي تغزل بغلام مستحسن ذهبت إحدى عينيه، وغلام يقرأ قرآن، وغلام خبّاز، وغلام يدعى بالزّمهرير، وغلام في وجهه اصفرار…، والشّاعر “الشّاب الظّريف” الذي تغزّل على سبيل المتعة والإطراف بالمؤذّن، والعطّار، والطبّاخ، والزّجّاج، والسّمّاك، والنّحويّ… إنّما اقتصر معظمهم –في هذا الميدان-على التّغزّل بالحبيب التّركيّ الّذي هو تارة ساقٍ، أو خادم، أو…أو حبيب مجهول المهنة والهويّة…
أضف إلى ذلك، أنّ هناك تطابقا كبيرا بين أوصاف جمال الجنسين وملامحه (المذكّر والمؤنّث)، وكأنّي بهذه الملامح وتلك الصّفات هي النّموذج الأمثل للجمال الّذي رآه الملوك… وهم في ذلك كلّه، على طرفيّ نقيض من غزليّات معاصريهم بالمذكّر الّتي “تشيع [فيها] السّعادة وتختفي منها نغمة البكاء والشّكوى والألم…”
… وتطرّق الشعراء إلى علاقات غراميّة مع غلمان ينتمون إلى تلك العناصر: كالرّوم، واليونان، والأكراد.. والأوروبيين الّذين رافقوا الحملات الصليبيّة، والفرس…
الخمر
تذكر المصادر، أن بعض الملوك الأيوبيين أقبل على شرب الخمر واللهو، وشجع بعضهم شعراء الخمر والمجون على لهوهم ومجونهم…!، فالملك الناصر يوسف اتخذ نور الدين الأسعردي نديما، وعرف عنه أنه كان مشجعا لشهاب الدين التلَّعفري على اللهو والمجون، ومفضلا إياه على شعراء بلاطه…
كما ذكر سبط بن الجوزي أن الشاعر ابن عنين عندما انقطع عن اللهو، واعتكف في مجلس يتعبد… فقده الملك المعظم عيسى، وأتحفه بزجاجة من خمر على سبيل المداعبة.
وأقبل الشعراء في العصر الأيوبي على نظم شعر الخمريات بشكل لم يعهد له مثيل من قبل، وكان للوجود الفرنجي، فضلا عن الحروب المتتالية، والمآسي المتلاحقة… والرغبة في تقليد القدماء…أثر في رواجه.
ولم يقتصر شعر الخمر على جماعة ماجنة من الشعراء، كما كان الحال في عصور سابقة، وإنما غدا موضوعا محببا تسابق فيه معظم شعراء العصر، لا فرق في ذلك بين من عرف بالرزانة والاستقامة، ومن عرف بالخلاعة والمجون، فقد نظم فيه –على سبيل المثال- شرف الدين الأنصاري الذي عرف بالاستقامة، ونجم الدين بن إسرائيل المتصوف وغيرهما.
ومن هؤلاء الشعراء من أفرد دواوين خاصة للخمرة، كما فعل التنوخي الحلبي الذي سمى ديوان خمرياته: “مفتاح الأفراح في امتداح الراح” بعد أن شجعه، كما قيل، مأمون بني أيوب الملك المعظم عيسى على ذلك…
الوصف والطرديات
يلاحظ أن الوصف في أدب الدويلات جاء مبثوثا في كل الأغراض… وبتنا نجد أيضا شعرا في وصف الحيوانات والصيد… وقد انعكس ميل ملوك بني أيوب إلى الصيد على أشعارهم؛ ففي كتاب “الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية”، خصص الملك الأمجد حسن بابا في الطرديات، ضمنه قصيدتين لأبيه الملك الناصر داود، الأولى من الكامل والقافية من المتدارك، مطلعها:
وظِبًا كأمثالِ العذارَى سُنَّحٍ تأْوي إلى حَزْنِ اللّوَى وسُهُوبِهِ
والجدير بالذكر، أن بعض الملوك وصف ما له علاقة بالصيد ككلاب الصيد…، وهذا ما نلحظه –على سبيل التمثيل لا الحصر-عند شاعر حصن كيفا الملك الأشرف أحمد حين يقول واصفا كلب صيد “طويل العنق، [ذا] صدر رحيب”، “وفي الجريان فاق على العقاب” من الوافر والقافية من المتواتر:
إذا شَبَّهْتَهُ بالفَهْدِ يَوْمًـــــــا تَشِنْهُ ولا ترى عَيْنَ الصَّوَابِ
كما أن شعر الحب والغزل بحد ذاته، مفعم بالوصف والصور…، وكان –عند بعض الملوك الأيوبيين- ضربا من اللهو والتسلية، يلجأ إليه صاحب القصر هاربا من متاعب الملك حينا، ومخففا من تعاسته وآلامه حينا آخر…
الشعر يعكس العصر والانقسام والحرب
يعكس الشعر والأدب في عصر الدويلات أحوال العصر السياسية والاجتماعية… فضلا عن الحروب الصليبية والانقسامات الداخلية…
دور الحروب الصليبية في تنشيط الحركة الأدبية والثقافية
أدت الحروب الصليبية دورا بارزا في تنشيط الحركة الأدبية في العصر الأيوبي… فهذه الحروب أثارت العواطف، ودفعت الشعراء إلى القول والنظم…، وأدت إلى خلق بيئة أدبية كبيرة، ولا سيما في مصر والشام… فكثر القول في الاستنجاد، والحث، والتحريض لاسترداد الوطن المغتصب، وتمجيد البطولات، وتسجيل المعارك الكبرى…
أدرك الشعراء، ومنهم الملوك، مسؤولياتهم في هذه المرحلة العصيبة، فجندوا أنفسهم إلى جانب المقاتلين الذين حملوا السلاح، وكان لهم الأثر الكبير في حث القواد والجنود وتحريضهم على القتال، والتخلص من غزو الإفرنج…
واتخذ أصحاب الأقلام من الحروب الصليبية موضوعا، ومن ضراوتها أسلوبا، ومن المصائب التي أبلت بها الشرق صورا وخيالات…ولهذا اصطبغت الحياة العلمية والفكرية وتلونت بروح العصر الذي غلب عليه طابع الجهاد في سبيل الدين والوطن…
فالانفعالات النفسية التي سببتها تلك الحروب من جهة، والاتصال الحضاري الذي كان كثيرا ما يحصل بين الطرفين المتحاربين الإسلامي والصليبي إبان توقف القتال، والذي أشارت إليه المصادر… كل ذلك ساعد على إنعاش الحياة الأدبية والفكرية وازدهارها…
ومن المعروف أن الغزو الصليبي الذي رافق ولادة الدولة الأيوبية، وعايشها حتى الانقراض، كان النفير الذي دوى، فأيقظ الشعب الإسلامي من غفلته، ووحده –أحيانا- بعد تفرقة، وجمعه بعد شتات، وأعاد إليه الجد بعد أن أضعفه الترف…هذا الغزو هو الذي بعث في الحياة الأدبية الازدهار، فأذكى حواس الشعراء، وأجج انفعال الكتاب، وأمدهم جميعا بمعين صادق من المعاني والأفكار…
الألفاظ العامية والتعابير الشعبية
ما رواه بعض الدارسين عن عامية وافرة في ألفاظ الشعر… فيه شيء من التجني، وكثير من الشمولية، وعدم تحري الدقة.. ومن أسباب هذا الحكم:
-وفرة الشعر في المصادر التي تناولت هذا العصر…وقد يكون الشاعر الذي استشهد به الدارسون ناظما أو أميا… أو ناثرا أو حرفيا…
-انسياق المتأخرين وراء المتقدمين… بلا دقة وتمحيص…
-بطء تحقيق كنوز تلك الحقب، أو ضياعها…
-هناك موضوعات هزلية وغزل وملح ومجون… تستدعي ألفاظا رشيقة… سريعة الفهم بالنسبة إلى العامة…
ومن أمثلة العامي كلمة شقفة في شعر الحلي، والكرش عند ابن غانم، والسنينات (اسم حلوى…) عند الشاب الظريف…
لا تلمني على الكروش فحبي وطني من دلائل الإيمان
ويرى الدارسون أنه ليس للعامية والابتذال شأن في تقرير ما إذا كانت اللفظة شعرية أو غير شعرية…
ونحس في تلك النماذج بشيء من ركاكة الأسلوب، وشعبية التعبير عن المعاني والمقولات الشائعة… كاستخدام تعبير: “كثرة الشد يرخي” عند الشاب الظريف… و”الجنون فنون”، و”أتى على رأسه” عند الحموي… و”لا فوقي ولا تحتي” عند ابن دانيال… واستثمار مقولة: “في الحركة بركة” عند ابن العطار مع تحوير… يمليه التناص…
أسرفت تيها وعجبا وكثرة الشد ترخي
فتلك النماذج فيها روح الدعابة والنكتة الشعرية… وتنتمي إلى تناص مأخوذ من الكلام الشعبي الدارج… ومع ذلك، تبقى محدودة…
أعلام الشعر في هذا العصر
يعثر الباحث في هذه الحقبة الطويلة من التاريخ العربي، على أسماء شعراء لا حصر لها. فقد ظهر إبان الحكم الأيوبي معظم شعراء بني أيوب، كبهرام شاه والناصر داود وبوري…
ومن شعراء الدويلات أيضا سبط بن التعاويذي (ت583هـ)، وابن المعلم، محمد ابن عبيد الله (ت592هـ). وابن الساعاتي، علي ابن محمد بن رستم (ت604هـ). وابن النبيه، علي بن محمد بن يوسف (ت619هـ). وابن عنين، محمد بن نصر بن الحسين (ت630هـ). وابن الفارض عمر بن علي (ت632هـ)، والحاجري، عيسى بن سنجر (ت632هـ)، وابن عربي، محيي الدين (ت638هـ). وابن مطروح، يحيى بن عيسى (ت650هـ). والبهاء زهير بن محمد المهلبي (ت656هـ).
وتطالعنا في عصر المماليك أسماء كثيرة؛ من أشهرها: شرف الدين الأنصاري، عبد العزيز ابن محمد (ت 662هـ). والصرصري، يحيى بن يوسف (ت656هـ). والتلعفري. والجزار، يحيى بن عبد العظيم (ت679هـ). والشاب الظريف، محمد ابن سليمان (ت688هـ). والوراق، عمر بن محمد (ت 688هـ). والبوصيري، محمد بن سعيد (ت695هـ). وابن دانيال، محمد (ت710هـ)، وابن الوردي، عمر بن مظفر (ت749هـ). وصفي الدين الحلي، عبد العزيز بن سرايا (ت750هـ). وابن نباتة، محمد بن محمد (ت768هـ). البرعي، وعبد الرحيم بن أحمد (ت803هـ). وابن سودون، علي (ت868هـ). وابن مليك الحموي، علي بن محمد (ت917هـ). والباعونية، عائشة بنت يوسف (ت922هـ).
أما أشهر شعراء العصر العثماني، فمنهم: عبد الله بن أحمد باكثير (ت925هـ). وشهاب الدين العناياتي (ت1014هـ). وفتح الله النحاس الحلبي المدني (ت1052هـ). وابن معتوق، شهاب الدين الموسوي (ت1087هـ). ومنجك اليوسفي الدمشقي (ت1080هـ)….
الخلاصة
كثر عدد الشعراء في هذه الدويلات كثرة تلفت النظر، ولكن هذه الكثرة العددية لم تكن تواكبها دائما إجادة شعرية متميزة… ومع ذلك، لا يمكن إطلاق الأحكام العامة، والقول: إن الشعراء المجيدين كانوا قلة، كما يردد المنتقدون، وكثرة كما يدعي المدافعون…
ولم يتوقف موكب الشعر أو ينقطع في الأعصر الأدبية كافة على تباين الظروف، واختلاف الحكام، بل ظل يحتفظ بمكانته التقليدية من الرعاية والعناية، وظل الناس يكرمون الشاعر ويقدرونه، مع أن هذه الظاهرة تبدو جلية في عصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك، وتغيب في العصر العثماني، ولا سيما في بلاطات الحاكمين.
المصدر: كتاب إشكالية التناص والانحطاط في أدب الدول المتتابعة، للد. أنور الموسى، بيروت، دار المواسم، ط1، 2017
المطلوب تلخيص الموضوع بنحو صفحة
وقراءة قصيدة البوصيري البردة…أو سماعها عبر روابط اليوتيوب