بقلم الأستاذة لينى أيوب
وجهي مشوه
وفي داخلي ثقب أسود
أقف في الوسط
وحولي الزوايا تدور
أين أنت ؟
أرضي رمال متحركة
ورأسي يكاد يلتصق بالسماء
أمد يدي
ولكن … أين أصابعي!
أضعت أصابعي
صارت يداي مسطحتين
كمهواة خشبية
أين أنت ؟
خصري حوله عريشة يابسة
وصدري ممتلئ
تهبط البومة
على صدري
فتنغرس رجلاي
وأسقط على مهل
ها هي تدخل منقارها الأعوج
في قلبي
لتنهشه
شيء ما يدفعني من الخلف
شيء ما يدفعني من فوق
حنجرتي
أين هي حنجرتي
نبت مكانها قنفذ
يأكل كل صرخة
أريد أن أطلقها
أين أنت ؟
أنا في فراشي
ممددة
عيناي مفتوحتان
كميت نسوه في البراد
أنا في فراشي متجمدة
ألم يئن بعد وقت دفني ؟
أكرمني
ودعني أتخلص من جثتي المتعفنة
جسدي أصبح متخشبا
لا أقوى على الحراك
الوقت يمر
أشعر بالثقب الأسود
يكبر في داخلي
ويمتد نحو عيني
ينمو التشوه على وجهي
ويحترق جلدي
بفعل تفاعل بشرتي مع هذا العالم
هذا العالم لا يليق بي
سقطت هنا خطأ
لفظتني أمي
على وجه هذا الكوكب العاجز
بالخطأ
لم أكن أنا المقصودة
لم يجدر بي يوماً
أن ألقي بكل ما أملك
فأتجرد
ليرمي بي هذا العالم البائس
خارجاً
وأصبح معلقة
بخيط رفيع على طرفه
أين أنت ؟
أنت الخيط الرفيع
وها أنت تنقطع…