الإثنين , أبريل 28 2025
الرئيسية / مقالات / .عن الخطط المبيتة لتغيير وجه لبنان

.عن الخطط المبيتة لتغيير وجه لبنان

بقلم د حسناء ابو حرفوش

وكيف يكسر هذا الرابط؟
بالغضب! يقال ان كل دقيقة من الغضب تغتصب ما يساويها من راحة البال. يتطلب كسر الرابط العاطفي توجيه الغضب نحو البلد، دون تحديد ماهيته او التركيز على اسماء في موقع المسؤولية. لقد شقينا كثيرا من أجل التخلص من الغضب من البلد بعد سنين الحرب الطوال. تعبنا لنتخلص من الاحباط ومن القهر من الشظايا في المباني والردم في الطرقات وآثار الدماء المتناثرة وفقدان الجيران وتوقف الأشغال الخ. اليوم حدث ولا حرج فالمشهد لم يتغير ابدا، ومع ذلك لم يكفر الكل بالبلد.. فمن استغنى عنه منذ زمن يشعل دون استسلام ثقافة “شو وقفت عليّ؟” و”خلي الدولة تدفع!” و “خلينا نتغداهم قبل ما يتعشونا!”. فلننظر لبلدنا الجميل بعين الشفقة فانتكاسته اليوم من اصعب ما يكون.. ان كان المرض قد أكل جسده من قبل، فالانتكاسة اليوم تأتي لتلتهم الروح..
ما يحصل في لبنان خطة ممنهجة لاعادة رسم شكله الديموغرافي وافراغه من الادمغة والكفاءات عن طريق تضييق الخناق على الطبقة العاملة “المفكرة” على وجه التحديد فيما الاسواق السوداء لا تنفك تزود الشوارع الاقل “اهتماما بالتفكير” بكل وسائل البقاء في هذه الظروف وضخ الدولارات فيما بينها لتعبر الازمة بكل راحة. هذا الامر يخدم محورين: محور الممانعة الراغب بالتخلص من الاصوات التي تزعجه في محاولته لامتصاص ارتدادات الخطط الجديدة المرتقبة.
بعض دول الشمال خصوصا كندا والولايات المتحدة والمانيا، والتي باتت اليوم الوجهة الاولى لمئات اللبنانيين المنتظرين على ابواب السفارات.
لن تحل الازمة قريبا وسيشد الازار بشكل اكبر في الايام القادمة لاخضاع الادمغة المتمسكة بالرغم من كل شيء بهذا البلد.

هذه الادمغة تتميز عن غيرها بالكثير: فهي لا تطفىء الاضواء ليلا وحسب.. هي ترفض ان ترمي قشرة “قطعة حلوى” في الشارع وترفض استغلال الهاتف في مكان العمل وترفض تخطي دور الاخر في طابور السوبرماركت والمصرف وفي فرن المناقيش. هذه الشريحة تناسب الغرب من ناحية المواطنة وتزعج السلطة ههنا من ناحية المحاسبة.
الدفع الاكبر اليوم يتم باتجاه كسر الرابط العاطفي لهذه الطبقة مع هذا البلد!