.يحاولون إيقاظ الوحش اللبناني…
2020-01-09
مقالات
378 زيارة
بقلم د. حسناء بو حرفوش
يحاولون إيقاظ الوحش اللبناني..
حين لا يبالي أحد بظلماء الليالي اللبنانية وبكل تلك الساعات التي نفتقر فيها الى النور والدفء في الشتاء القارس، يصبح أكبر هموم اللبناني تغطية أطفاله بكل ما توفر من “الحفة” درءا للصقيع وخوفا من تسلل السعال إلى أجسادهم الصغيرة.
هذا اللبناني هو نفسه الذي يجد نفسه مجبرا على الوقوف في طوابير عشوائية لينال فتات القوت وبالكاد ما يوازي تعب الشهر. كيف تدهورنا الى هذه الحال؟ لا يمكن لوم “المعترين” بأي شكل من الأشكال، فهم لم يحجزوا لرحلات فارهة وقرروا استبدال الديك الرومي بالدجاج ولن يقضوا رأس السنة في أي ملهى. لقد تمكنوا بالكاد من تامين الهدايا والتي اضحت وزرا كبيرا عليهم.
يعاني اللبناني اليوم من اسوأ الضربات ويفتقر للاستقرار اكثر من اي وقت مضى، فهو يخاف شبح المرض لعدم توفر الدواء وان توفر فلا سيولة، وهو يخاف من العمل لانه اما يعمل بالسخرة اما يخشى شح البنزين.
في حالة الخوف هذه، عادة ما يستفيق الوحش اللبناني. وقد استفاق بالفعل في افكار الناس، فالكل مستعد ليأكل أحشاء كل من يصادر ماله وليمزقه اربا انتقاما لهذا الذل. الكل يحذر من السرقة ومن العنف والنماذج المنتشرة من فيديوهات على الشبكة العنكبوتية خير دليل. سينسحب هذا الخوف حتما من ارباب وربات البيوت على الاجيال الصغيرة ولن تنسى هذه الاخيرة من اطلق حرب الجوع.
وبالرغم من ذلك كله، يجهد اللبناني ليبقى هذا الوحش في سبات، لانه ان استيقظ سيلتهم اثمن ما لدينا: هويتنا..