السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / إلى وطني المتألم…!

إلى وطني المتألم…!

بقلم الدكتورة حسناء بو حرفوش

إلى وطني المتألم…
وطني يا وطن التنوع والألوان، اعذرنا..
لقد نسينا كم كنت أخضر يوم وهبنا الله إياك وأغرقناك دون أن نشعر بالأمراض..
لقد نسينا كم هي ناصعة ثلوجك التي ذابت تحت أقدامنا الملوثة..
لقد نسينا أن مدنك سقطت واستفاقت وزلزلت عشرات المرات..
لقد نسينا كيف نستحقك عن جدارة.
وطني يا وطن التنوع والألوان، اعذرنا..
لبسنا ألوان الأحزاب ووضعنا علمك جانبا..
انتقدنا تاريخك المبعثر ولم نسع للملمته
انتقدنا حاضرك المشرذم ولم نسع لتغييره
نسينا أن الهوية بالوفاء تكتسب.
وطني يا وطن التنوع والألوان، اعذرنا..
نسينا نور شمسك وقمرك المنير في ظلمة التقنين
نسينا أن حالنا على حاله منذ سنين سنين..
نسينا أن طرقاتك مجروحة
وأن الحفر تلفظ المزاريب في الشتاء..
نسينا أن شهاداتنا تحملنا إلى القمر
وتقف عندك على “براطيش” الرجاء.
نسينا أن الحرب في كوابيسنا
وأننا لا نملك بعض ما نشاء.
وطني يا وطن التنوع والألوان، اعذرنا..
رئتك اليسرى تريد الماء
ورئتك اليمنى ترفض الهواء..
لقد نسينا أن مدنك سقطت واستفاقت وزلزلت عشرات المرات..
لقد نسينا أن براعمك الصغيرة ستكبر
وأن الزمن سيسرق منا
بقاذوراته بحلو بمرّه مهما شئنا
وان من اعتقدناه أقل شأنا
قد يكبر ليحمي العلم منا..
وطني يا وطن التنوع والألوان، اعذرنا..
جيشك قبالة شعبك قبالة القادة غنى
نشيدك بدمع وبدم، عند الأمر تأنى
كم من طفل صرخ في شرايينك متوعدا
ستمر تجلطات الطائفية عنوة عنا..
نحن من نقلب صحفات الزمان
خائفون من عنف الماضي اذا ابتعدا
لم نعتد سوى دائرة عنفنا هذه
عنف يضرب فيه البعض كلنا
نسينا أن الحرب في كوابيسنا
وأننا لا نملك بعض ما نشاء.
وخاب ظننا ان لم نعتقد
لعل في دائك اليوم.. الكثير من الدواء.