السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / من أجل البقاء على قيد الحياة..

من أجل البقاء على قيد الحياة..

د. رمضان أحمد العمر
أحمد، سوري الجنسية، يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، لجأ إلى لبنان بسبب الحرب في بلدته، يذهبُ في صباح كلّ يوم للعمل في منشرةٍ للحجر في بلدة ضهر الاحمر” الواقعة في البقاع الغربي”، هو واحد من آلاف الأطفال السوريين الذين أُجبروا على العملِ لمساعدة أهاليهم، وتحمّل الكثير من التّعب والإرهاق الجسدي والنّفسي أيضاً، وترك المدرسة التي يحلم بالعودة إليها يومًا ما، كلّ هذا من أجلِ الحصولِ على أبسط مقومات الحياة ” لقمة العيش”.
يعملُ أحمد ما يُقارب الثماني ساعات يوميًا، يحمل الأحجار ويرتبها حسب ألوانها وأصنافها، مقابل مبلغ زهيد، يرفض أحمد أن يتحدّث عمّا يحصل معه في العملِ، لأنّه يريد أن يبقى فيه، وكان قد عمل في الكثير من الأماكن” الزراعة، البناء… وطُرد منها لأنّه لم يرضَ الذّل والتّطاول عليه، واكتفى بالقول أنّه يتعرض للكلام السّيئ ويسمع الألفاظ اللاأخلاقية من بعض العمال في المنشرة.
ترك أحمد بلده في ريف إدلب، وجاء إلى لبنان منذ خمس سنوات، مع أبيه المريض وإخوته السّبعة، يسكن في منزلٍ، أُجرته(200) دولاراً أميركي بالإضافة إلى فاتورة المياه والكهرباء، يمكن اتخاذ أحمد أنموذجًا لعمالة الأطفال السّوريين في لبنان، و يرغب أن يعود إلى بلده ويلتحق بالمدرسة، ويمارس الزراعة مع عائلته، ويقوم العديد من الأطفال السّوريين في العمل في شوارع البقاع الغربي، فمنهم مَن يعمل في بيع البسكويت والمحارم، والبعض يعمل بمسح الأحذية، والجدير بالذكر ما يتعرض له هؤلاء الأطفال من اعتداءات جسديّة وجنسيّة، وللخطف أحيانًا. ويروي أحدُ الأطفال البالغ من العمر أحد عشر عاماً، أنّه كان يعمل في مطعم في بلدة ضهر الأحمر ” يمسح وينظف ويجلي الصحون” قد طُرد من عمله بعدما خصم عليه أجرة شهر، واُتهم بالتقصير بالعمل.
يُمكن القول أنّ ظاهرة عمالة الأطفال تُعدّ من أخطر المشاكل الاجتماعيّة التي تأثرت بها أفراد المجتمع، وعلى المجتمع بحدّ ذاته، والجدير بالذكر يجب اتخاذ اجراءات سريعة للحدّ من عمالة الأطفال.