السبت , فبراير 22 2025

على الغياب

بقلم الكاتبة المغربية حفيظة تجمامت

على الغياب

على الغياب ترقص الفئران🐀
ويختفي الجبن وتطفأ الانوار
وعلى هذا المدى يغيب هذا،وذاك ينوب عن الحضور
فيسرق العمر، و ترتل التراتيل
بآه لأبي المبحوح
نغتال فينا،و ترقص الفئران
ننصب الخيام و لا تزال الفئران ترقص
لا تزال
هنا نرحل فينا يا صاحبي
و على الضباب،على الشتات،على الدماء يغيب هذا وذاك ينوب عن الحضور
وداعا
فبعد قليل سرق،سيسرق العمر
على وقع السراديب والمئذنة
على طقس القيامة،وحفلة الكهنة
وداعا يا صاحبي لما مضى
من سخونة الرغيف و التين و الزيتون و الملحمة
مررنا على الأرض حينا:
منا السلام،و المسيح،والهود
فما عاقتنا الأرض و لا الريح مزقت الشراع.
وما عدت أعلم؟
كيف تتنفس الأرض من دون أن يدميها وطء الأقدام
دون أن تمل صمت الصخر الجاثم على نفسها
ماذا لو تتوقف الأرض
تتوقف عن الدوران
ونتوقف بدورنا لنضبط ايقاعاتنا الغاضبة ونشعرها بالسلام
سلام يعشق فراش الارض و طير الجو

لكنا يا صاحبي باقون هنا
نرقب الفئران
و على الغياب ترقص،على الغياب ترقص الفئران
و على ضلوعي تصعد الفئران🐀 إلى السماء
و لي خلف السماء سماء صدعها يرجعني،يهزني فيصرخ فيا:
بلدي
جسدي
قمحي
و فتحي
وعلى وشاحها يتبخر هيكلي
غيمة تمطر
نجمة تنكر
تنكر ظلامية نجلي

//*// ذ.حفيظة تجمامت //*//