بقلم أ. د. أنور الموسى
قد كان يا ما كان…
في قرية الشيطان..
غادة نقية الأجفان…
حورية الأفنان…
كزهرة بستان…
لم ينل حسنها إنس ولا جان…!
تمشي والنسيم دربها
وتركض كفراشة ألحان…!
هي فتاة أنغام…
طهرها عابق كجنان
حين ترنو إلى وجهها تغيب بأمان…!
***
في عمر الزهور تتغنى
بتفوق وفهم شطآن…
أحبت من هوى قلبها
شابا نبيلا… ابن جيران!
طلب يدها من أبيها
فرفض بلا مشورة حنان!
سأله أميرها الغضبان:
لم تقطع فؤادي…
أجابه الأب السكران…:
«أنت لا تزال تحبو…
وعملك لا يطعم جوعان!»
***
لم تكتمل رحلة جمالها
وطيب أخلاقها الرنان…
إذ بعريس يرمي ماله
أمام والدها الطفران…!
يقول له: اطلب بلا تردد
لك الجواهر والمرجان!
***
لمعت عينا عبد درهم…
وأظهر لابنته الخذلان
قال لها: وافقت على زواجك
تهيأي لزواجك الوسنان…
***
ذبلت زهرة حينا
وباتت كورد يابس ذبلان!
رفضت… اصفرت.. مرضت…
لم يصغ والدها الخرفان
لقلبها الخافق الملآن…
**
ذكرته بأمها الشريفة
حين أخذها الرحمن…
قالت: ليت أمي أمامي
لأنقذتني من جبان…!
***
زوجت المسكينة من مسن
يبقى طوال يومه زعلان
يعنفها لأتفه سبب
ويضربها كالجربان…
ماذا تفعل المظلومة…
وهي بين جدران؟!
***
حاولت الفرار كشامخ
لم يسعفها الفلتان…
وبينا كانت تنازع…
وتعاني من السجان…
شربت السم وغابت..
في غياهب النسيان!
وقالت قبل دخول «جهنم»:
أيها الأب القاهر الغفلان،
جهنمي اطمئنان…!
وسألت سارقي ضمير وحياة…
لم تقتلون الإنسان؟!
وانت أيها الوالد:
ألم تعلم وصايا الأديان؟!
وقالت وكلامها خالد
كالحكيم ابن لقمان:
«الزواج هو الخالد…
حين تتحقق الأركان
والاغتصاب مرذول
وإن زور كالثعبان
بعادات جور وأديان!»
من ديوان المغتصبة وقلمي الثائر