السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقالات / دعوا شبابنا يحلمون!

دعوا شبابنا يحلمون!

د.محمد عبد العزيز يوسف

من تفاجأ بما يحصل في لبنان ، من لم يتنبأ بما يحصل ، من لم يستشرف هذا التأزم قبل وقوعه ، هو حتما مخلوق من نوع آخر !
لقد اعتدنا أن نرى المشهد السريالي في الوطن العربي على هيأة ديكتاتوريات تأخذ نمطا رأسيا وهي لا شك جرت الويلات والكوارث على شعوبها.
لكن هل سمعتم بنظام أوتوقراطي يأخذ شكلا أفقيا ؟
هذا هو مصاب الشعب اللبناني.فإذا كان يقع على كاهل كل شعب عربي أن يتخلص من نظام واحد وزبانيته، فإن الأعباء مضاعفة على اللبنانيين .كم صنما كتب عليك يا شعب لبنان أن تحطم ؟!
من هنا فرادة الثورة في لبنان، جيل جديد كفر بطائفية بغيضة  ونفض عنه قهر رموزها.
جيل يملأ الساحات ويهتف بشعارات المواطنة والدولة العلمانية المدنية، دولة القانون والمؤسسات لا دولة الصفقات التوافقية والتسويات الإحتيالية.
على شبابنا الثائرين أن يعلموا أنهم بثورتهم لم يعطلوا شيئا في الوطن ، بل هزوا أركان ودعائم نظام ربما لم تعرف البشرية مثيلا له.
وعلى شبابنا الثائرين أن يحذروا أمرا أشد خطورة وهو إدخال مطالبهم النبيلة في متاهات ودهاليز المؤسسات والتشريعات وسن القوانين وما إلى ذلك من قنوات قد تستنفد الطاقة الثورية لديهم .
لتكن المطالب موحدة في كل الميادين : إنتخابات نيابية مبكرة بقانون عصري يوحد اللبنانيين ويعدد الخيارات أمام الناخب ، ربما يكون القانون بصيغة لبنان دائرة واحدة .
وليحذر شبابنا المقولة الشهيرة :” الثورات تأكل بنيها” .
دعوا الثوار يحلمون ، فالثورات للحالمين فقط ، أما القابعون في سجون نظام يوشك على الزوال فلا يصنعون تاريخا يكتب في صفحات مضيئة ، إذن ، فليركنوا على هامش هذا التاريخ وخارج تلك الصفحات .

د.محمد عبد العزيز يوسف