السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / الأديب والمثقف في انتفاضة “الضرائب” بلبنان!

الأديب والمثقف في انتفاضة “الضرائب” بلبنان!

بقلم أ.دأنور الموسى

الأديب والمثقف في انتفاضة “الضرائب” بلبنان

تطرح المظاهرات والاحتجاجات الناقمة على السلطة السياسية الحاكمة في لبنان إشكالية المثقف والسلطة على بساط البحث والتشريح…
فنحن أمام عدة نماذج من المثقفين:

نموذج المثقف الساكت المراقب الذي تتشابك مصالحه مع رموز السلطة، سواء في النشاطات الثقافية أو في الوظيفة والعمل…

ونموذج المثقف المغلوب على أمره الذي يتوجع مع الجمهور، ولا يحظى أساسا بدعم من الجهات المطبلة والمزمرة للسياسيين..

ونموذج المثقف الذي يراقب مآل الأمور حتى لا يخسر إمكانية الظهور حين تتضح الأمور…

ونموذج المثقف أو الأديب الذي يعرف الحقيقة ومصادر الظلم، لكنه يسكت حتى لا يمسكه محيطه الثقافي على هفوة…

ونموذج صادق..يتحسس آلام الناس، ويعبر عنهم أفضل تعبير…

ولعل وجود شريحة مثقفة متهالكة على المصالح… هو ما يفسر سكوت غالبية أقلام الشعراء والأدباء عما يحدث للشعب، حيث تغيبت بشكل عام القصائد المعبرة عن نبض الشارع  والدفاع عن المظلومين… حتى إن غالبية شرائح المثقفين لم تنزل على الأرض، واكتفى قسم منهم بالتنظير في وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك…!
قد تسكت المظاهرات قريبا… وقد تستمر السلطة في الحكم والتلاعب… لكن الأكيد أن من يسكت على الظلم سوف يحاسب في ميزان ضمير الشعب الذي يميز جيدا ويقرأ…!
والسؤال الكبير… لمن يكتب المثقف إن أغمض عينيه عن أنين المحرومين والمقهورين والجائعين؟ ومتى يعي الكاتب أو الشاعر أن الكلمة الحرة هي التي يخلدها الوجدان والضمير؟
بالنتيجة، فإن ميزان الربح والخسارة لا يجوز أن يقاس بالجانب المعنوي او المادي… لأن سلاح الأخلاق هو الكنز الثمين!
فحين يتجاهل المثقف أن المعتصمين يدافعون عن لقمة عيشه… فعليه أن يدفن رأسه بالوحل ويرمي قلمه… فذلك أضعف الايمان!