السبت , فبراير 22 2025

.متى تحيا وفاء؟

بقلم د. حسناء بو حرفوش

متى تحيا وفاء؟

لا يخفى على أحد ال”كليشيه” الشهير الذي يقيس العمر باللحظات الجميلة وبالشعور بالحياة نفسها بغض النظر عن السنين البيولوجية. إذا كان الأمر كذلك، فان نجمة الإنترنت اليوم أو من تعرف ب”الحاجة وفاء” لم تبصر الدنيا بعد..
في التسول الذي امتهنته، أظهرت وفاء استراتيجية ناجحة للغاية من ناحية الاستقطاب العاطفي والسياسة المستدامة لناحية الاحتفاظ بمصادر التمويل.
قد تبدو هذه العبارات معقدة للغاية بالنسبة إلى وضع هذه العجوز ولكن الحقيقة أنها بنت امبراطورية ليرات من حياة امضتها كالفطريات (عذرا) تنمو على جذور غيرها دونما جهد.
والحقيقة أن وفاء تضاف نموذجا على سواها من الأمثلة، فلم يمض وقت طويل مذ عاين الشارع اللبناني احد المتسولين “فاحشي الثراء”.
على السطح تطفو قصة التسول والثراء والزيف والخداع.. في القاع، يقبع المرض.
وفاء مريضة.. وفاء خائفة. وفاء اعتادت على الجوع.
لماذا تكنز وفاء الليرات؟ هي لم تتكلف اي هندام على ما يبدو. ولا تبدو كسيدة تسعد بالعطر او بالصابون. لعلها اعتادت إخفاء الليرات حتى نست حاجتها اليها، او لعلها اعتادت الجوع حتى فقدت قيمة الليرة.
في بورصة وفاء النفسية امور مثيرة للجدل. وفي بورصة العابرين على الإنترنت نكات كثيرة: “اين انت يا وفاء؟ دعوات للارتباط ورسائل إعجاب وشوق”.
وبين البورصتين، لا عاشت وفاء بأمان في الخفاء ولن تعيش على ما يخشى الراحة بعده في العلن.
خاطرة مرت ببالي، عسى أيامكم كنوز حياة وذكريات نابضة، لا خوف فيها ولا اختباء..
د. حسناء بو حرفوش