.خلقنا لنحب!
2019-09-18
واحة الشعر والخواطر
406 زيارة
بقلم الكاتبة رولى يزبك
ممّ خُلقنا حتّى نتشبثّ بالحياة لهذا الحدّ؟
قلبي علينا، قلبي معنا، نحنُ الذين إن فرغنا من حُب الحياة حيناً، عُدنا لنجمع الشّمس فالقمر فبعضٌ من كواكب هذا الكون أسفل حنجرتِنا، حتّى إذا رغبنا بالبوح يوماً، نطقَنا بالكثير من الشغف ايماناً منّا بأنّنا ما خلِقنا إلّا لنفرَح، إلّا لنكون قضايا، خُلِقنا وما كان سبب خلقِنا إلا لنُحِب..
حسناً رغم شظايا هذا العالم التي لا تتوقّف عن الالتصاق بأجسادنا النحيلة؛ ندبةُ عشق هُنا ، غرزة فشلٍ هناك، وكثيرٌ من البقَع الموشومة أسفل اعناقنا، لا زالت لي قناعة أن هذا ليس بسببٍ جدير بالتّوقف عن إتيان الفرح..
واعلم أن كلامي هذا قد لا يكون أكثر من آلية دفاع تقيني احتمال الوقوع المطلق، لكن لا بأس بذلك، البأس الحقيقي هو شرُّ الاقتناع بابتلاع الحفرة لنا، كيف لحفرة ساقطة ان تبتلعنا ونحنُ مولعون بالبحث عنّا؟!
حسناً إنّه لطريقٌ شاقٌ أن تبحث عنك، لكنّ الأمر ليس بالسّوء الذي قد تظنّه أنت! إنّه أسوأ من تعاقب ظنونك مجتمعةً متحدّة في جوف إدراكِك، ورغم هذا السّوء المركّز بنسب متفاوتة في العالم، أنا بوصفي أقل من حبّة سكر في ماء هذا الكون، أستطيعُ أن أعدك بكامل وعيي أنّك ستنتصر على كل هذا، وأنّك ستكون بطل حكايتك يوماً ما.
– إضحك عليّ وحاول تصديقي أرجوك، فأنا أحبُّ ان نحيا، أن نحيا كما نستحقّ و سنفعلها حتماً..
حسناً تقولُ الجميلة عُلا ديوب في كتابها حُب الحياة :
” أنا امرأة و أنا قويّة لأنني في أحد الأيام سأكون ملكة العالم، وفي يوم آخر سأشعرُ بالهزيمة! وهذا أمرٌ مقبولٌ لأنه ليس باستطاعتي ان أحمل العالم على كتفيّ كل يوم. أليس كذلك؟!”
– بلى كذلك..
واردفُ أنا قائلةً:
” أنا إنسانٌ وأنا قويٌّ لأنني في أحد الأيام سأكون ملك العالم، وفي يوم آخر سأشعرُ بالهزيمة! وهذا أمرٌ مقبولٌ لأنه ليس باستطاعتي ان أحمل العالم على كتفيّ كل يوم. أليس كذلك؟!”
– بلى كذلك..
مادُمتَ تعرفُ أنّ في داخلك نفساً لا تقلّ شأناً فقدسيةً عن جسدك، فأنتَ على طريق الحرّية يا عزيزي..
– خُذ زفيراً غزيراً الآن
إرمِ ظلّك في مكان ما
واصرخ بوحاً، ايماناً، رقصاً، فنّاً، وحُبّاً..
أرجوك لا تنسى الحُب!
كلّما صرختَ بالحُب أكثر امتلئتَ سكينةً فسلاماً!
فإن عُدتَ إلى الحُب كلّما فررتَ منكَ إليكَ، ستفرَح، ستنجو، ستحيا وستردّد في نهاية الامر ما أردّده أنا كل ليلة قبل أن أصعد الى السّماء:
-” أعلم سأموتُ يوماً،
لكنّ الله يعلمُ أنّي وإنْ مُتُّ، سأموتُ فرَحاً”.
رُلى يزبك