السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / نظهر عكس ما نخفي!..ضياع!

نظهر عكس ما نخفي!..ضياع!

بقلم فرح غزال

كثيرا ما نظهر عكس ما نخفي..
وكثيرا ما نتجاهل، كي تمضي بنا الحياة دون تعثر..
قد أبتسم من خيبه أمل..
وقد اضحك من وجع دفين..
قد أبدو هادئة، وأنا أشعر بأن العالم كله متكئ على قلبي..
قد أنطق بالصمت، وأنا أكثر الناس ضجيجا من الداخل..
أنا منهكة..
منهكة من كوني قوية..
ومن التخطي..
كأن شيا لم يكن..
أنا منهكة..
لأن الناس اعتادوا رؤيتي أمضي..
ونسيت أني أحتاج يدا تحملني من حين لآخر..
يظنون أن صدري متين..
وأن ظهري جدار، لا يهد ولا يلين..
من اخبرهم بهذا..!؟
من قال إن روحي لا يعكر صفوها..
وأن قلبي لا يكسر كجرة طين..!؟
الله يعلم بأني لم أخلق بقلب من حجر..
يعلم بأن بقائي على هذا الثبات لم يكن سهلا كما يتخيلونه..
ربما لم أطلب يدا تمسح دموع الفزع..
ولم أيقظ احدا ليعانقني كي أهدأ..
ربما إعتقدت أني قادرة على شق طريقي، دون الاستناد على كتف أحدهم..
لكني والله لست كذلك دائما..
لست بصاحبة قوية تتحمل كل شي..
ولكني صاحبة صمت خفي..
قادر على كتم كل شيء..
ولأني أبتسم كثيرا، لن يشعر بي أحد..
لطالما تظاهرت أن كل شيء على ما يرام..
فلا أحد يعرفني جيدا..
ليكتشف من عيني أني اكذب..
وأن الأمور ربما كانت سيئة..
سيئة جدا..
أنا لن أتصل بصديق في الثالثه فجرا، لأقول له إني أختنق..
لن أنشر أحاسيسي المرة أمام أحد..
فلا أحتمل فكرة أن أجعل أحدا قلقا بسبب ما أشعر به..
لا أحتمل الشفقه..
أنا التي اعتاد الجميع على صلابتي وتوهجي..
أنا التي اعتدت رسم الطرق للناس..
حثهم على الحياة..
والتغلب على أوجاعهم..
هم لا يعلمون عن صراعاتي، وصلواتي اليائسة..
لا يعلمون كم مرة شعرت برغبة البكاء، عندما أخبرني أحدهم، أنه معجب بصلابتي…
وكم من المرات كنت أنوي العزلة، والهروب بعيدا، حيث لا اغادر غرفتي..
ولا أواجه الناس ولا الكون..
ولكني أعود مجددا، وكأن لا شيء يحدث..
كطير حبس في قفص..
ثم عاد طليقا..
أشعر بأن الكون بحاجة لرفرفة جناحي..
واني يجب أن لا أتوفف عن الطيران..
هكذا هي الطيور..
دائما ما تغريها الحياة..
فتبقى محلقة مهما توالت عليها الظروف..
إني أصر على الحياة..
أصر على مقاومتها..
مرة اغلبها ومرة تغلبني..
وفي الحالتين..
أرفع يدي انتصارا، لأني مازلت أعرف كيف أقاوم..
لكنني صامتة..
صامتة جدا..
أكاد أختنق..
لا أعرف منذ متى استسلمت للصمت..
أصبحت أمارسه تجاه كل موقف..
حتى نسيت، كيف يمكن للمرء ان يبدأ حديثا ما..
وكيف يمكن أن يختمه..
فبعد أن تعتاد الصمت لوقت طويل..
وتعتاد التعامل مع أحزانك بمفردك..
لن تعرف بعدها، كيف تشاركها مع أحدهم، مهما حاولت..
لن يصل صوتك المنهك لمسامعهم..
وحده الله يسمعك دون أن تنطق..
وحده فقط حين تذهب اليه مكسور الجناحين، تعود محلقا..
أنا صامتة دائما، لكن قلبي كثير البكاء..
يبكي الناس أحيانا ليس لأنهم ضعفاء..
بل لأنهم بقوا أقوياء أكثر مما يجب..
تبكي الطيور ليلا فقط..
الشمس لا ترى دموعها ولا الناس..
وإني أخشى هذا الصمت، أخشى أن يفهم تبلدا..
أخشى أن تطيل الكلمات الإقامة بداخلي، فتموت..
وما أكثر الكلمات التى ماتت..
عظم الله ثبات صدري، على جميع الكلمات المعلقة فيه…
على هيئة صمت طويل..
رفقا بي..!!!
فأنا منهكة..
لا تغرك عيناي، وأنا أضحك بشدة..
اتظن الضحوك لا يحتويه حزنا..!؟
رفقا بقلبي..💔
لا تغرك صلابته..🖤
فهو أشد هشاشة من ورقه خريف بائسة..
جد لي العذر حين لا تراني بالوجه الذي اعتدت عليه..
وان استطعت، فاحتويني..
احتويني فقط..
رفقا بالصامت أكثر من غيره..
فمعركته مع الحياة، ليست بالسهلة أبدا..!! 🥀🥀