.وسائل التواصل الاجتماعي بين فخ الإدمان وتحقيق الذات!
2019-09-08
مقالات
548 زيارة
بقلم أ د أنور الموسى
وسائل التواصل الاجتماعي بين فخ الإدمان وتحقيق الذات!
لا ينكر اثنان ما لوسائل التواصل الاجتماعي كالفايس بوك، من تأثير متسارع في حياة المرء، سواء في المجتمعات المنفتحة أو المحافظة… بحيث غدت في عرف الملايين من الضرورات لا الكماليات… ما يطرح الأسئلة الآتية: ترى، لم يقع كثر في شباكها ولا يستطيعون منها فكاكا؟وما آثارها الآنية والمستقبلية؟وما سر هذا التعلق العجيب بها؟
لقد أدرك مخترعو هذه الوسائل حاجة الفرد الى التواصل مع الآخر والبعد من الوحدة… وأدركوا حاجة المرء الى تأكيد الذات والتعزيز والثناء.. فجعلوا من هذه الوسائل وسيلة إشباع لرغبات الفرد المتخبط في المازم والاحباطات في هذا العصر المعقد… وكأني بهذه الوسائل غدت متنفسا للكثيرين يلجأون إليها للبحث عن آخر لديه ما يحقق رغبتهم!
لكن الآخر يبقى افتراضيا حتى لو كان واقعيا، وهو بدوره يحقق غاية ويبحث عما يردم نقصه ومشكلاته… ولذا تسود الطرفين مجاملات وأقنعة غالبا ما تكون زائفة…!
وقد يستثمر كثر ما ينشره الفرد للانقضاض عليه أو توجيه السهام عليه.. والسبب أن تلك الوسائل كثيرا ما تفصح عن سيكولوجيا الآخر الذي قد يعتقد أن أصدقاءه حقيقيون..لا افتراضيون!
الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي يعد في رأي كثر مضيعة وقت.. لكنه يحقق منفعة آنية..وقد يسبب كوارث اجتماعية!
وليس غريبا أن يعيد بعض المراقبين سبب التفكك الأسري إلى تلك الوسائل، لأن الأخيرة ترغّب في الوقوع في المصيدة.. فتزين حياة فردوسية عند الحالمين..! ولعل هذا ما يفسر الطلاق المتزايد عند المدمنين، والتوتر والقلق عند الطامحين المدمنين أيضا!
صحيح ان تلك الوسائل غدت ضرورية ولا مفر منها في هذا العصر..لكن الأصح أنها غيرت في السلوك والنظم الاجتماعية ووسائل التخاطب والنقد.. فغدا الإنسان متعلقا بها تعلقا أموميا.. تصله التعزية مثلا عبرها وينتظر التهنئة من خلالها!
ولتأكيد فرضية الإدمان.. يلاحظ أن الفرد حين ينتهي رصيده يشعر بالضياع، فيسارع إلى أقرب محل تشريج نت كي يرتاح ويحقق غايته!
باختصار، إدمان الملايين على هذه الوسائل بات بحكم الأمر الواقع الذي قد تعقبه آجلا أم عاجلا رغبة في العلاج من هذا الإدمان..لتعود العلاقات الاجتماعية السليمة وجها لوجه الى ريعان شبابها… وإلا فعلى المجتمعات السلام!