السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / الاستعمار الجديد!

الاستعمار الجديد!

بقلم: ثامر عبد الغني سباعنه – فلسطين

سابقا احتل الاستعمار الأرض وسيطرت الدولة المُستعمِرة على الدولة المُستَعمَرة، تنهب خيراتها وتسرق ثرواتها تحت شعار إعمار هذه الأراضي المنهوبة
بعد سنوات من الاستعمار أعلنت الدول المُستعمِرة انسحاب جيوشها من الدول المستعمَرة، وأعلنت الدول المستعمَرة سابقا استقلالها واصبحت مناسبة سنوية تحتفل بها تلك الدول، لكن في حقيقة الأمر لم ينته الاستعمار بل غير أدواته وأساليبه مع الزمن، واستخدم لاعبين جدد يتكلمون بلسان أهل البلاد المستعمَرة ويلبسون لباسها ويدينون بدينها، فترك أرض البلاد المستعمرة لكن ترك خلفه عملاء يدينون بالوفاء لهذا المستعمر ، وتمكن المستعمر من زراعتهم في مواقع ومفاصل مهمة في تلك البلاد.
خرج المُستعمِر من البلاد لكنه صاغ دساتير وأنظمة وقوانين كبّلت تلك الدول وأبقتها تحت سطوة المُحتل وسيطرته، وأصبحت الديمقراطية السليمة (بحسب وجهة نظر المستعمر) هي الديمقراطية التي تحقق مصالح المستعمر ويفوز بها أنصار وعملاء المستعمر.
استعمار جديد استهدف أخلاقنا وثقافتنا ليبقي المُستعمِر هو المتميز، صاحب الفضل وصاحب النجاح والتفوق، ولتبقى نظرة الشعوب المهزومة نظرة الطفل القاصر الباحث عن ذلك البالغ القوي القادر على حمايته وتوجيهه.
أدوات الاستعمار وأساليبه تتطور وتتغير مع الأيام، وتواكب العصر، ويمكن لها أن تلعب بأكثر من نوع من الخيوط، فلها في خط الوطنية لاعبون ومؤسسات ، وفي مجال الدين استخدمت عائم ولحى خدمت ولا زالت تخدم المستعمر، وكذلك في خط الثقافة والرياضة.والفن… بل في كل ميدان كان للمستعمر لاعبون.
كما أن للاستعمار ادواته ووسائله… لا بد للحرية من تطوير أدواتها ولابد لها من إعادة بناء نفسها لتكون قادرة على الصمود والانتصار أمام الاستعمار الجديد.

#يوميات_طالب_ماجستير.