هكذا خانت الهيئة التنفيذية مئات المتعاقدين وطعنتهم وباعتهم في سوق المصالح والسلطة!
2019-06-19
غير مصنف
471 زيارة
بقلم أ د أنور الموسى
(المصدر موقع مجلة إشكاليات فكرية)
هكذا خانت الهيئة التنفيذية مئات المتعاقدين وطعنتهم وباعتهم في سوق المصالح والسلطة!
تروي الأسطورة أن الثعلب وعد يوما أبناء الغابة المجاورة بأن ينصفهم شريطة أن يقفوا معه في الاحتجاجات ضد الأسد المتسلط.. صدقوه.. فدعموه في كل تحركاته.. ولما جاع، هرول إلى الأسد خلسة.. وقال له سامحني.. أعطني نصيبي من الغابة.. وكل ما في الغابات لك! فرح الأسد وقدم للثعلب وعودا منها أن يطعمه كل يوم.. ولما عاد إليه ليفي بالتزاماته.. قهقه وطرده! ثم “لبطه”..!
شكل التراجع الدرامتتيكي للهيئة التنفيذية للأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عن الإضراب صدمة كبرى للغالبية الساحقة من الأساتذة الذين يسألون وهم مصدومون: ماذا حصدنا من حقوق لفك الإضراب؟ ولم فك بضغط سياسي واضح؟ ولم باعنا ممثلوما لقاء وعود بالمطالب أو وعود بمناصب أو لغايات وضيعة؟ ولم خسرنا شهرين من التعطيل بلا مقابل سوى الوعود؟ والوعود ممن..؟ من سلطة عاهدتنا بالسابق ونكثت بالعهد.. حتى الخطي! ودليل التوقيع على الدرجات من كل الكتل دامغ…!
أما وقع ما وصف بتخاذل الهيئة التنفيذية على الأساتذة المتعاقدين فكان أشد مرارة بكثير! فبعد أن استبشر المتعاقدون خيرا بالرابطة التي أدرجت ملفهم كما ادعت مؤخراً ضمن الأولويات.. فجأة، قلبت الطاولة وطعنوا حتى الثمالة! فلا الد يوسف ضاهر رئيس الهيئة صدق ولا من صوت على فك الإضراب وفى! وبات قسم كبير من المتعاقدين يسأل: هل استخدمنا الرابطة مطية للوصول إلى غايتها؟ ولم باعتنا الهيئة التنفيذية بهذا الشكل المهين؟ ألم نشارك معها بغالبية الأنشطة والاعتصامات والاضرابات؟ ألم يقسم د ضاهر ومن خلفه الرابطة بأنهم لن يتراجعوا عن الإضراب قبل إنصافنا؟
فصحيح أن المتعاقدين يدركون مدى تعقيد ملفهم في مجلس الجامعة.. وسط التوازنات الواهية وتقاسم الحصص المجحف.. لكنهم كانوا طيلة مدة الإضراب متفائلين أكثر من أي وقت مضى… لأن الرابطة عاهدتهم بعدم فك الإضراب قبل تحقيق التفرغ!
وهم أيضا في كل اعتصامانهم طالبوا الرابطة بعدم التراجع عن الإضراب قبل فك أسرهم من دهاليز التعاقد… ولاقوا مؤخرا دعما كلاميا غير مسبوق من الرابطة وسط التعهد الذي حفظه الإعلام!
ويسأل المتعاقدون د يوسف ضاهر وبقية أعضاء الهيئة التنفيذية… أين الوعود؟ ولم خسرتمونا كل هذه الأيام وأنتم تعلمون جيدا أن الساعة التي لا نعلمها لا تقبض ثمنها؟ ألم تنظروا إلى المادة في الموازنة التي تحرم التوظيف خلال ثلاث سنوات؟ لماذا حكمتم علينا وعلى أولادنا بالمعاناة وعدم الاستقرار الوظيفي وغياب التأمين الصحي؟
نعم، لو فكرت الهيئة التنفيذية بهؤلاء المغبونين لما قررت وقف الإضراب.. ولاحتكمت إلى ضميرها وفكرت بالإنسانية وأولاد الزملاء المتعاقدين.. ولابتعدت من الأنانية قبل تغليب مصالح السلطة على مصالح رواد الجامعة والوطن!
…الم تكونوا متعاقدين أيها المنهزمون في معركة الحقوق أمام السلطة… سلطة وعودها عرفوبية فارغة…يا له من زمن الخذلان وموت الضمير!