خلية أزمة ملغمة ومتأخرة لإنقاذ اللبنانية بالكلام والوعود… فأين كنت يا معالي الوزير؟
2019-06-03
مقالات
511 زيارة
بقلم أ. د. أنور الموسى
خلية أزمة ملغمة متأخرة لإنقاذ الجامعة اللبنانية بالكلام والوعود… فأين كنت يا معالي الوزير؟
سؤال كبير يطرح بعد مضي نحو شهر على الإضراب المفتوح الذي ينفذه أساتذة الجامعة اللبنانية موحدين: أين كان معالي وزير التربية طيلة هذه المدة؟ ولماذا تحرك الآن وشكل خلية أزمة، إن صح ما تناقلته بعض وسائل الإعلام؟
ونظرة سريعة إلى خطوة الوزير ترينا حجم الأزمة والمماطلة والتسويف، إذ إنه وسع اللجنة كثيرا، في وقت يلاحظ أن مطالب الأساتذة واضحة…
وهناك من يرى أن الوزير من خلال توسيع اللجنة يسعى إلى ضرب الرابطة التي تمثل الجامعة، وكأني به يريد أن يشرذم الحقوق .. والأساتذة. وهناك من يسأل: لم هذا التوسيع في اللجنة؟ وهل يقصد الوزير تشتيت المطالب؟ ولم لا يكتفي بالرابطة التي تمثل جميع الأساتذة؟
فمعالي الوزير بقي في برجه العاجي في وزارة التربية صامتا أو واعدا أو مترقبا.. ولكن القصة لا تبدأ من عدة جولات للأساتذة واعتصامات تحت أشعة الشمس الحارقة أمام الوزارة.. بل تبدأ من العام الماضي حين وقع معاليه بوصفه نائبا على مشروع قانون معجل مكرر لمنح الأساتذة ثلاث درجات أسوة بموظفي القطاع العام..
لكن هذا القانون لم يدرجه معاليه على جدول أعمال الوزارة طيلة مدة تشكيلها!
ومعاليه أيضا بداية كان يشترط فك الإضراب ليناقس الرابطة بالمطالب..
ومعاليه أيضا لم يكن مدافعا حقيقيا عن الجامعة طيلة مناقشة الموازنة في مجلس الوزراء… ما أثار حفيظة الأساتذة الذين وجدوا أنفسهم مكشوفين على كل الاحتمالات التي تنهش حقوقهم ومكتسباتهم وصندوقهم التعاضدي وسنوات خدمتهم ومنح أولادهم، إلخ!
فأين كنت يا معالي الوزير حين أعلن غير نائب أو حاقد أن مطالب الأساتذة غير مشروعة؟ ولماذا بقيت مصرا على أن موازنة الجامعة لن تمس وأن الإضراب انطلق من إشاعة؟
كلا، تبين أن الإضراب المفتوح لم ينطلق استنادا إلى إشاعة، بل كان مسوغا جدا ومنطقيا في ظل قضم الحقوق!
الدكاترة كانوا يتوقعون من معاليك التحرك من البداية، وعدم إيهام الرأي العام أنك ستحاور وستنقذ الجامعة…
نعم توقعوا أن تكون الحصن القوى لانصافهم… لا أن تتحرك بعد أن تشعر بأن قضية الجامعة باتت قضية رأي عام! ولا أن توسع اللجان لتقول لاحقا إن المسؤولية ملقاة عليهم ولكل طرف مطالب!
على كل حال، أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، ولكن هذه الخطوة تلقفها الأساتذة بالشك في نواياك.. وربما سترفض لأنك وسعت اللجنة لتتهم الآخرين بالعرقلة في شياطين التفاصيل لاحقا…
باختصار، هذه المرة لن تنطلي الوعود على أحد! وستجد أن الأساتذة أكثر وعيا وترصدا.. وسيصدقون نية السلطة فقط حين تقترن الأقوال بالأفعال!