هكذا يربي الوزراء والسياسيون أساتذة الجامعة اللبنانية!
2019-05-31
غير مصنف
618 زيارة
بقلم أ د أنور الموسى
هكذا يربي الوزراء والسياسيون أساتذة الجامعة اللبنانية!
خطط تربية الدكاترة والأستاذة في الجامعة اللبنانية، ليست بجديدة أو مستغربة! فهم أي الوزراء وذوو السلطة، يطبقون التربية الميليشيوية منذ أمد بعيد، معتقدين بأنهم يربون كل من ادعى في العلم فلسفة! لكن تربيتهم مؤخرا اتخدت منحى تصاعديا من خلال حرق الأساتذة ساعات تحت أشعة الشمس! والتلذذ بمظاهرهم وهم بفترشون الشوارع والباحات في الأماكن العامة والساحات!
نعم، يربون الجامعة اللبنانية وأساتذتها من خلال ألاعيب باتت لا تنطلي على أحد!، وحتى لا نعمم، نبدأ برحلة بعض الأساتذة مع السياسيين ومنهم النواب والوزراء.. ونشدد على كلمة بعض.. حيث يتعمد المربون الظهور لمناصريهم بمنظر المخلص الذي لا بد من زيارته مرارا كي يدخل الأستاذ إلى التعاقد حتى لو بخمس ساعات..!
ورحلة تربية الأساتذة مع الوزراء والسياسيين النافذين لا تنتهي هنا، إذ يجبرون عددا ليس بالقليل على أن يزوروهم شخصيا أو عبر وسيط تمهيدا لحماية اسمهم من الحذف قبل التفرغ! ناهيك بأن لوائح التفرغ لم تخرج إجملا من عباءة السياسيين أو الوزراء والنافذين!
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تشمل التربية التدخل في المناصب الإدارية في بعض الكليات والأمثلة جمة!
ومن عناصر التربية التي يفرضها الوزراء مؤخرا على الأساتذة، وعودهم العرقوببة بالدرجات الثلاث، وتوقيع غير كتلة نيابية على مشروع مكرر لإنصاف الأساتذة في سلسلة الرتب والرواتب!
وطالت التربية أيضا عدم وقوف وزير التربية الحالي مع حقوق الجامعة وأساتذتها.. وظهر ذلك خلال مناقشة الموازنة.. ورباهم أيضا حين لم يلتفت للإضراب المفتوح ولم يصغ لصرخاتهم واحتجاجاتهم والامهم! والادعاء أن الموازنة لم تأت على حقوق الأساتذة المكتسبة!
ومن ضروب التربية الوزارية للأستاذ تحريض طلابه عليه، والتحريض على رابطته وصندوقه.. والايعاز لبعض وسائل الإعلام بعدم عرض صيحات أهل الجامعة أو طمس الحقائق وتزويرها!
ومن ضروب التربية منع التوظيف لمدة ٣سنوات، ما يعني المزيد من الظلم للمتعاقدين، حيث لا ضمان صحي أو استقرار وظيفي أو اجتماعي..!
وللمتقاعد الأستاذ نصيب من التربية، إذ تسلب مدخراته بذريعة الضرائب على الدخل.. وايضا منع مئات الدكاترة من الحصول على حقهم في التقاعد بعد ٢٠سنة، ورفع سن التقاعد إلى ٢٥بدل ٢٠…
ومن أمائر التربية الوزارية التهكم على الأستاذ ومحاولة ضرب الجامعة اللبنانية لصالح الدكاكين.
أما التربية اللفظية فحدث ولا حرج.. منها تبادل النكات وليس آخرها قول الفيلسوف جبران الذي نفاه والنفي يفيد الإقرار بعلم النفس في هذه الحالات: لو كنت مكان وزير التربية لكنت ربيت الأستاذ الجامعي في الجامعة الوطنية!
وسواء أنفي الوزير ام أقر. فهو فعلا يربي بمنظاره الخاص ومنظار كل الوزراء الموقعين على الموازنة! الجامعة كوادرها!
فنعمت التربية تربية الوزراء والقيادات …!