الإضراب المفتوح ينتهي وتفتح جراح الأستاذ في الجامعة اللبنانية
2019-05-18
الأدب المنتفض, مقالات
1,143 زيارة
بقلم أ. د. أنور الموسى
الإضراب المفتوح ينتهي وتفتح جراح الأستاذ في الجامعة اللبنانية
يروى أن ذئابا كانوا يتشاجرون ويتبادلون الصراخ واللعنات والشتائم… وكانوا كلما أثاروا ضجة يقابلهم أنصارهم بالتصفيق.. وكانوا في السر يسرقون أتباعهم ويستغبونهم… فبات أتباعهم بين فقير ومريض أو مصفق!
في ذات يوم، وعد ملك الوحوش الأسد الذئاب بلحوم لذيذة شريطة مص دم أتباعهم..! فاجتمع الذئاب وأخذوا يخططون لسرقة ما تبقى عند أتباعهم من طعام لإرضاء الأسد والحصول على اللحوم!
وبالفعل عصروا أتباعهم وحصلوا على لحوم عفنة، لكنهم تلقفوها بعد أن تعاركوا مرة أخرى ووزعوا الغنيمة!
لعل أحداث القصة تذكر بما يحصل الآن في تعاطي السلطة مع الجامعة اللبنانية التي باتت في متاهات الغبن والاستنزاف والتهميش!
فالدكاترة باتوا مهددين برواتبهم وبدلات النقل ومنح أولادهم وصندوقهم التعاضدي… حتى ميزانية الجامعة أصابها التخفيض!
وبات معلوما أن الهدف من هذه الإجراءات التقشفية التدميرية الإثبات أن إصلاحات حصلت في الموازنة، كي تحصل السلطة على نحو ١٢مليار دولار من مؤتمر سيدر! والدليل على ذلك أن هناك من يقول بالتجميد ٣سنوات.. وتكون مهلة تقديم القرض قد انتهت!
والغريب أن الجامعة المستهدفة تعاني أصلا من الغبن، ولأنها لا تدر على السلطة سمسرات واضحة.. تحارب وتهمش!
والغريب أيضا تلك الإشاعات التي تنتشر بين الناس والطلاب ومفادها أن الأساتذة يضربون من أجل جيوبهم! وكأني بالكاذبين يتناسون أن الجامعة تفتقد إلى التجهيزات وحتى الكراسات والأوراق أحيانا!
ويستكثر البعض على الأستاذ في الجامعة اللبنانية أن يطالب بحقه، ويتهم بالجشع واللامبالاة… متناسيا من يسرقه ويدمر مستقبله أصلا ويدفع ابنه للهجرة أو اليأس!
باختصار كان يمكن أن تشكل صيحة أساتذة الجامعة اللبنانية ركيزة لتغيير جدري في النظام الطائفي الفاسد لو تلقفتها الفئات الشعبية بصدق.. ولو تكاتفت مع ثورة الأساتذة.. لكن للأسف هناك من يشكك حتى بالحق وإن ثبت له!
الإضراب المفتوح قد يتوقف.. لكن الجرح سيبقى مفتوحا.. هو جرح عدم احتضان الجامعة شعبيا وطلابيا بشكل عام.. وكأني بالجامعة صارت منعزلة عن تطلعات الكثيرين الذين تتلمذوا على أكاذيب السلطة وثقافتها!
فمتى يعيد الشعب ثقته بجامعة وطنه ودورها الريادي في التغيير؟ ولمَ ينظر كثر من السياسيين والطلاب إلى الأستاذ كأنه مطية ترفعه إلى أخذ شهادة فقط؟!