سارة والغولة!
2019-04-17
قصة وسرد
311 زيارة
بقلم أ د أنور الموسى
لم تكن سارة لتعلم أن رحلتها ستقلب حياتها راسا على عقب! فرحلتها التي أعدت لها شهورا من مصروفها اليومي.. ادخلتها في عالم آخر من المتاهات!
كان ذلك اليوم نهار الأحد. انطلق الباص باكرا.. وما إن وصل الأطفال إلى الغابة حتى بدأوا بمساعدة معلميهم ينصبون الخيم ويوزعون المهام!
نظرت سارة يمينا ويسارا.. ويا لجمال ما رأت!
أشجار معمرة شامخة..! أزهار متزاحمة وطيور متماوجة كقوس قزح! ونسمات تدغدغ الروح قبل الجسد! خالت نفسها في قطعة فردوس فلتت من قلب السماء!
وقف المعلم فادي يوجه الأطفال قائلا: التزموا بالتعليمات جيدا! نحن هنا في مكان ناء! إياكم أن تذهبوا بعيدا وتمشوا منفردين! إياكم والغوص في الجمال والخيال!
سارة في أثناء توجيهات المعلم فادي كانت تسبح في عباب الخيال!
فراشة متماوجة الألوان! آه ما اروعها.. قالت سارة!
طيور وعصافير تزقزق صانعة سيمفونية اخاذة! ما اروعها! رددت سارة!
في أسفل الغابة لوحات فنية من الورود والنباتات.. ما ابدع الخالق! همست سارة..
فجأة، انقطعت سارة عن الواقع.. لتسمع صوتا ينادي: سارة سارة انزلي إلى الوادي لتشاهدي العجائب!
اغمصت سارة عينيها، وما هي إلا ثوان حتى وجدت نفسها في عالم آخر..!
حيوانات اليفة تلاحقها.فراشات رشيقة تداعبها. نسيم عذب ينعشها. مناظر اخاذة تاسرها.. وكالنحلة بدأت تتنقل من زهرة إلى زهرة! إذ بوهج ابيض بدأ بتجمع كالغيوم ويكبر رويدا رويدا!
آه، انقذوني انقذوني.. لم أعد أرى شيئا!
بدأت سارة تصرخ.. وشعرت بأنها تغرق وتغرق..
ثوان معدودات مرت كأنها دهر.. لم تعد سارة تحتمل.. شعرت بأنها تطير في الفضاء ولم تر شيئا! المشهد تبدل.. عم الظلام المكان: إلهي، أين أنا؟ اريد أمي! معلمي أين أنت؟ صديقتي ربى.. أحمد إيلي.. ارجوكم انقذوني!
… استيقظت سارة بعدما فقدت وعيها ساعة.. إذ بكائن غريب مخيف (الغولة) .. يمد ذراعيه، صرخت سارة صرخة هزت الأشجار!
حملها هذا الكائن الغريب بيديه، ورفعها فوق غصن كبير محضر للترفيه والطعام..
تظاهرت سارة بأنها نائمة. نزلت “الغولة” إلى بناتها. سمعتها سارة تقول لهن: اممم اممم.. طعامنا اليوم لذيد لذيذ! فتاة بعمر الزهور.. لا تنمن باكرا!
بدأت سارة تفكر: ماذا عساي أفعل؟ سأحاول الهرب!
وكانت عند الغولة ابنة رقيقة تدعي مورا. تسللت إلى سارة. قالت لها: سوف اساعدك! البسي ردائي وانام مكانك! انظري إلى مصدر النور من خلق شجرة الأرز.. تتبعيه واهربي!
اتبعت سارة توجيهات مورا.. بعد أن شكرتها قائلة: لن أنس فضلك ما بقيت على قيد الحياة.. ممتنة لك!
خرجت سارة من فتحة الأرز.. وعادت إلى لبنان المكلل بالربيع والحياة.. وكان في استقبالها الطيور والعطور والاحبة والزهور..!