السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / هل حقا افترقنا؟!

هل حقا افترقنا؟!

بقلم الطالبة فرح غزال

#هل_حقا_افترقنا..؟

تعاهدنا أن لا يفرقنا شيء..!
وفعلا فرقنا لا شيء..!
صدقا لم أعد أعرف الحقيقة..
لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه..
هو أني قررت أن أكتب لك هذه الرسالة..
وأكتب فيها بوحي الأخير..
وأتحدث بكل صدق عما يدور في نفسي وعما أفكر به..
لكن..!
لا تعتقد أني أكتب هذه الرسالة في طقوس خاصة مثلما كنت أفعل سابقا..
فلم أعد ابحث عن أجمل الأوراق وارقها كي أكتب لك فيها..
أو أنتقي نوع العطر الذي سوف أعطر رسالتي به..
أو ابحث عن أقلام جميلة كي تظهر كلماتي في أحسن صورة..
أو أكتبها تحت ضوء شمعة وأسرد فيها حبي بين السطور..
وأرى هل فهمت وفككت معانيها..
أو أكتبها وأنا أستمع لبعض الأغاني التي ربطتني بك..
أو تحت تأثير الموسيقى الهادئة…
لا لم أفعل أي شيء من ذلك كله..
لأني أردتها رسالة عادية ومختلفة بل صادقة..
لذا فهي تختلف كثيرا عن رسائلي السابقة..
فهذه الرسالة كتبتها وأنا واعية ومدركة لأغلب كلماتها..
هل حقا افترقنا..؟!
فأصمت لأني لا أعرف بماذا أجيب..
ليتني أعود لتلك الصدفة التي علقتتي وحيدة لأغير مسار قلبي، وتعود غريبا كما كنت..!
لا تستغرب ما اقوله..
فأنا اليوم هنا..
كي أتحدث معك أو بالأصح كي أكتب لك عن اندهاشي وتعجبي منك..
فدهشتي وتعجبي تكمن في مقدرتك المهولة والسريعة على النسيان..
والبدء من جديد..
فلم يمض أيام منذ أن انفصلنا وأراك ترتبط بأخرى..
لا أعرف إن كانت بالأساس موجودة من قبل أن نفترق..
وأنك بمجرد انفصالنا أظهرتها..!
لكني لا أعلم لماذا أنا متأكدة من أنك لم تعرفها إلا بعد فراقنا..
وأجزم أنها لم تدخل حياتك إلا بعد أن انفصلنا..
لا تسألني من أين لي ذاك اليقين أو الحدس أو الثقة..
ربما..!!!
لأني كنت سأراها في عينك..
سأسمعها في صوتك..
سأشم رائحتها تفوح منك..
وسأشعر بوجودها كحاجز يفصلني عنك..
لكني لم اشعر بها أو بوجودها في حياتك حين كنت معك..
قد تكون ثقتي الزائدة بنفسي خانتني..!
وهي كانت موجودة ولكن غروري وجهلي أعماني عن رؤيتها أو الشعور بها..
أو أنك كنت بارعا بإخفائها لدرجة أني لم اشعر بوجودها..
فأرجوك..
أجلس وأسترخي و أستمع..
الان أغمض عينيك..
وتخيلني أمامك أتحدث..
اتحدث امامك مثل سابقا..
واتساءل، هل حقا افترقنا من قريب..!؟
هل حقا انا كنت امرأتك الوحيدة..!؟
أتساءل، وأتساءل..
هل سوف تنقضي أيام طويلة مثل أن نمر في الشوارع والأماكن التي طالما احتضنتنا معا دون أن تقفز صورة كل منا داخل عين الآخر، واسمه..!؟
فنحن، التقينا بعد الأوان، وافترقنا قبل الأوان..
يوما ما قلنا لن نفترق إلا بالموت، تأخر الموت، وافترقنا..!
فأرجوك..
لا تخبر أحدا بأننا افترقنا..
وبأن حكايتنا العظيمة انتهت..
وبأننا رغم السنين..
ورغم العهود..
ورغم الوعود..
فشلنا الصمود..
وبأن أحلامنا اندثرت..!
ولكن الآن وبكل كبرياء أعلن قلبي الانسحاب..!
فأنا حقا تعبت..
مللت الوهم والإنتظار..
فوداعا..!