الأميرة جرين.. وشلال الشفاء!
2019-04-08
قصة وسرد
421 زيارة
بقلم أ د أنور الموسى
كان يا ما كان..
في غابات العشق والأمان..
في قطعة ربيع سميت بلبنان…
كانت هناك أميرة تسمى جرين! من الفراق قلبها حزين! ودّعها حبيبها الأمير! ليدافع عن شعبه والطين! فتاهت من حظها اللعين! لأن قلبها الأمين، لم يرجع مع المحاربين!
أعيت حالتها أخوالها! ومحبيها وأعمامها! ولم تشفع لها أموالها! ووقعت في دهاليز الوحدة والاكتئاب! وغدت كأنها أسيرة اغتراب! تتلظي بذكريات وعذاب!
لم تبح بسرها لأحد! حتى جاء يوم الأحد! فاستدعت طبيب الجسد. يداوي أيضا من الحسد!
كشف على جسمها النحيل، وآلمه حالها الهزيل! وعم في المملكة العويل..! حين لم يكتشف السبب! كي يزال أي عتب!
واتسم الطبيب بالذكاء.. فحلل في الأميرة البكاء، وطلب من محبيها الدعاء.. وقال في سبيل الشفاء:
_ سنصعد مع الأميرة جزين، إلى غابة العشق بكاسين! سنيني لها الاكواخ، وننعش فيها الأرواح… وسنكشف سر الاتراح!
وصلت الحاشية إلى الغابة.. والنسيم عذب كالعادة… والطيور تحلق كالسادة.. والأزدهار تدغدع القلوب.. والتربة تشفي الكروب..!
نست الأميرة الألم والحروب..
أخذت تتنقل بين أشجار الصنوبر والدروب.. وتتأمل الاخضرار والغروب.. لكنها لم تنسَ أمير القلوب..!
مر على الوضع أسبوع، جفت فيه الدموع، واستبدلت بالحمد والركوع.. وقالت الأميرة في كوخها.. سأبحث هنا عن الحبيب! قد يكون بيننا عن قريب!
أخبرت الأميرة الطبيب.. عن سرها الغريب! فشجعها على البحث عن الحبيب! في غابة بكاسين العجيب! وقال لها: قبل المغيب، لا تصعدي الجبل البعيد..!
جالت الأميرة جزين في المكان.. ورأت الأديرة والأجران.. إذ بحذاء للأمير.. مرمي كالحزين! حملته وهي تصرخ: أين أنت يا أمير؟ أين أنت يا أمير؟
تدلى شعرها كالشلال! وصعدت إلى التلال.. تتتبع عطر الأمير..!
وصلت إلى سفح الجبل! إذ بالأمير ملقى على الطلل! لكنه مجروح عليل! يئن من الألم كالقتيل!
بدأت تبحث عن الماء، وجدته في نبعة بعيدة.. قدمته لحبيبها الأمير! وحملته مسافات بعيدة..!
وما إن غادرت المكان.. حتى انفجر الشلال.. كشعرها الميال! يتدلى يمينا يسارا! ويزداد مع البعد اتساعا وجمالا! لكنه يتماوج دلالا!
وصل الأمير إلى أكواخ بكاسين! تحمله الأميرة جزين! وبقي منظر الشلال.. يتضخم في الجبال!
تعافى من الجرح الأمير.. وأطلق على الشلال اسم جزين! وهو في الآرامية المخزن! لكنه في العشق معدن!