في متعة الثناء! نموذج اللايك!
2019-02-10
مقالات, نقد وفلسفات
322 زيارة
بقلم د. إبراهيم سمسماني
في متعة الثناء:
لعل متعة الثناء من أعمق المتع المعنوية التي تثلج قلب الانسان، فهي تعبر عن حاجة إنسانية عامة، نبحث عنها بصورة واعية أو لاواعية وتلازمنا طوال حياتنا.
راودتني فكرة التأمل في هذه المسألة من خلال مشاركتي في الفايسبوك،نظرا إلى ما تمثله ال like من رمزيةتوفر الثناء للمشاركين في هذا المنبر.
تعود أهمية الثناء أو الإطراء الى الطفولة المبكرة، حيث يشكل الثناء الذي يقدمه الوالدان دعما معنويا هو حجر الأساس في بناء شخصية الانسان.
كل تمييز بين الإخوة في الثناء يثير تنافسا وغيرة وقلقا عند الطفل، إذ يستمد الطفل اعتباره لذاته وتوكيده لهذه الذات من خلال موقف الوالدين.
هذا الامر يلازمنا بصورة لاواعية في الرشد، وطلب توكيد الذات وتقديرها لا يتوجه نحو الأهل، بل نحو الجماعة الاجتماعية. والحصول على هذا التأكيد للذات قد يكون من خلال السلطة والشهرة والمال والانجاز….
نشارك في الفايسبوك وفِي لاوعينا طلب للثناء، وقد أثبتت دراسة نفسية عن الفايسبوك تأثيره في احداث القلق عند البعض بسبب التنافس والغيرة اللاواعية من توزيع اللايك.
وفِي رأيي لا غرابة في ذلك، فالكائن البشري لا يتعرف على نفسه بصورة منفصلة عن تأثير المجتمع، ورضى المرء عن نفسه لاينفصل عن رضى الجماعة وتقديرها.
وتأثير اعتبار الذات على التوازن النفسي أمر مهم.
بهذا المعنى يمكن للفايسبوك أن يدعم هذا الاعتبار أو ان يحبطه.
والخلاصة يمكننا أن نحصن ذاتنا ضد المبالغة في طلب الثناء، من خلال قناعة المرء بما هو ورضاه عن نفسه.
أخيراً يمكن للمرء ان يكون شمعة تضيء زاوية مظلمة، وتكون أكثر جمالا من مصباح يضيء ساحة.
النور هو النور ضاق أو اتسع.