السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / البروفيسور أنور الموسى: أيها الشعراء تواضعوا كالأنبياء

البروفيسور أنور الموسى: أيها الشعراء تواضعوا كالأنبياء

حاوره الأستاذ محمد عمرو

س : ما هو موقفك من الوسط الشعري اليوم واين انت من المنتديات …
س : برايك كيف يصنف الشعراء …؟
س : ما هي المميزات التي يجب أن تتوفر في الشاعر ليكون شاعرا بحق …؟
س : ما رأيك في النقاد اليوم وهل يؤدون دورهم بشكل موضوعي في تصنيف وتقييم حرف الشعراء، وما هي رسالتك لهم …؟
س : هل ترحب بفكرة إنشاء مدارس تعلم الشعر للموهبين وتدريبهم على الإلقاء…؟
س : ما هي كلمتك الاخيرة …؟
س : ما عنوان القصيدة التي ستقدمها لأصدقاء صفحة أخبار ونشاطات ثقافية…؟

 

البروفيسور أنور الموسى لمنبرنا: أيها الشعراء والنقاد تواضعوا كالانبياء!
ردا على الأسئلة التي وجهتها صفحتنا للد. أنور الموسى، أجاب…

… بداية، أثني على الجهود الثقافية والنقدية التي تؤديها صفحة أخبار ونشاطات ثقافية ومديرها الأستاذ محمد عمرو.. وهي جهود ينبغي أن تتلقف نتائجها المنتديات والأطر الثقافية العربية واللبنانية…
وقبل الإجابة عن أي سؤال، أشير إلى أن القضايا المطروحة تحتاج إلى دراسات واستقصاء ميداني، والتسلح بأسس النقد الحديث والمناهج.. وإلا نكون قد غلبنا الانطباعية والمزاجية على حساب الدقة والموضوعية والأمانة والعدل… ولعل آفة غالبية الإجابات السابقة عن هذه الأسئلة النقدية أنها انطلقت من مزاجية وتعميم جارح في الأحكام…
استنادا إلى ذلك، أختصر إجابتي بالآتي:
1-الوسط الشعري في هذا الزمن، ليس رديئا كما يحلو لبعض المنتقدين أن يصفه، ولا هو مميز كله، إذ فيه الجيد والرديء، كحال القصائد تماما، ولذا، التعميم ظلم وهراء، فمن يعد نفسه فوق معشر الشعراء، لا يرى إلا نفسه، فيقع حتما في تهميش غيره، والمؤسف حقا أن هناك شعراء أو نقادا لا يقرأون إلا كتاباتهم، ثم يأتي أحدهم ليقول: الوضع الشعري تعس..
فصحيح أن هناك من يحبو في مجال الشعر، أو يحاول الوصول إلى لقب شاعر بلا جهد، وصحيح أن هناك من يسرق أشعار غيره، إلا أن هذا لا يدفعنا إلى التشاؤم والقول إن الوضع كارثي.. فلنعط الفرصة للمبتدئين، ولنحاول تقويم اعوجاج بعض الشعراء في جو من المحبة والتفاهم بلا تجريح أو شتم..
وفي المقابل، هناك شعراء يحلقون في ابداعهم، منهم المتواضع ومنهم النرجسي.. وهنا أدعو النرجسيين إلى التواضع، لأن القلم لا يسمو إلا بالأخلاق..
والأمر نفسه ينطبق على المنتديات، فمنها المميز ومنها النفعي القمعي، فهناك منتديات وملتقيات ومؤسسات يرأسها الملتزمون الخلوقون، وأخرى يرأسها الزعران المتملقون.. الذين بسيؤون إلى أنفسهم قبل الشعر… واعرف كثيرين من هذا الصنف وذاك.. والمشكلة أن بعض المنتديات يغلب عليها عامل المصلحة أو الحزبية والمليشيوية الضيقة، ولعل هذا يفسر تهميش عدد من الشعراء، أو تشابه أسماء الشعراء الذين يظهرون بشكل شبه دائم في الساحة الثقافية… تبعا لسياسة “مرر لي لأمرر لك” ..
لكن الأمر الكارثي أن بعض رؤساء المنتديات لا يفقه قواعد الشعر، فيستضيف أحيانا الحسناوات حتى لو كن أميات!
وفي المقابل، هناك منتديات تبشر بالخير، وأصحابها ذوو كفاءة وأخلاق ومبادئ، لكن بعضهم يعاني من قلة الموارد…

2-تصنيف الشعراء تعبير فضفاض، فهل تقصد مستوى الجودة؟ هل تعني الالتزام وعدمه؟ هل تقصد شعراء الغزل والمدح والفخر…؟ هل تعني شعراء التفعيلة والشعر الحر والشعر العمودي؟
حتى لا أعمم، اقول: نجد كل هؤلاء في الساحة الشعرية، أما بخصوص النسب، فالأمر يحتاج إلى دراسات أكاديمية..

3-ميزات الشاعر الحقيقي.. سؤال إشكالي أيضا، لكن من وجهة نظري، عدة الباحث تشمل أولا وقبل كل شيء اللغة ومعرفة قواعدها ونحوها وإملائها وتراكيبها وبلاغتها، وبيانها، والصور والخيال، والعاطفة والصدق.. والثقافة، والاطلاع… ودراية بقواعد الشعر الرئيسة كالاوزان والقوافي في ميدان الشعر العمودي، ومعرفة أسس الشعر الحديث.. إن كان الشاعر يميل إلى هذا الصنف..
وأرى أن الانفتاح على الآداب العالمية أمر مهم، وكذلك قراءة التراث..
لا أريد الدخول هنا في متاهات الصراع بين مؤيدي الشعر العمودي أو الحر أو.. لكن من المعيب أن تكون شاعرا ولغتك ركيكة…
4-النقاد صنفان: موضوعي ومزاجي، ومع اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا، دخل بشكل عام النفاق في النقد والإعجاب العشوائي والتعليقات الفوضوية، بصراحة، قلما تجد نقدا موضوعيا في منشورات الشعراء، جرب انتقد شاعرا في صفحته في الفاىسبوك.. قد يحذفك أو يحضرك.. وهناك شعراء يتملقون للحصول على “لايك”.. وهناك شعراء مميزون لا يحصدون “لايكات” مهمة لأنهم لا يتملقون.. والأمر لا يعمم طبعا…

5-تعليم الشعر موضوع إشكالي أيضا، في الحقيقة، الشاعر في تعلم دائم، وأنا أؤيد مساعدة المبتدئين لاتقان قواعد اللغة والبلاغة و…
لكن تعلم أن الأدب من العلوم الانسانية التي تحتاج إلى جهد ذاتي..
لكن الإلقاء يمكن أن يدرس من خلال دورات هادفة..

6-كلمتي الأخيرة دعوتي الأدباء والنقاء كافة إلى التواضع، فالتواضع سمة الأنبياء..

7- أهدى صفحتكم وروادها هذه الكلمات…
لقاء بين وردة!
فتاة إذا قابلتها فوق وردة
فليس لها غير العبير حلال

تنير كلاماً كلما قوي الهوى
كنبضة راوٍ دام منها وصال

شفيتُ بها ظمآن في عطر فلة
تشيد بها الأجيال وهي مثال

وأدركتها إدراك من لا يخونه
ربيع ولا تبقى عليه نبال

ولما امتطيت الورد ليلاً إليها
جرى بالذي تهوى رضى وكمال

وأغلقت مشوار الردى بخواتم
بدت ولها رمش الوداد جمال

وأتبعتها والقلب يعلو بموجة
بعشق يصون الرشد وهْو مجال

إذا هجّرت أحبابها لم يكن لها
سوى جمع أوحال الطغاة وصال!

نجوت وما في القلب منك مبعّد
وما لشريف القوم فيك زوال!