السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / المتملق للرؤساء وذوي المناصب والتلذذ بالحذاء

المتملق للرؤساء وذوي المناصب والتلذذ بالحذاء

إعداد د أنور الموسى

.. ينخر التملق للمسؤولين في مجتمعاتنا نخرا، ويكاد يكون الداء الأخطر على الإطلاق… وخطورته تكمن في أنه يصيب شخصية المتملق له في الصميم، فيصدق أنه يمتلك خصالا فوق عادية، فيزداد فسادا احيانا كثيرة، وقد يضر الأبرياء غير المتملقين.. لكنه يصاب بصدمة بعد أن يترك المركز فتنهال عليه العقد واللكمات..
مجلة إشكاليات فكرية فتحت الباب على مصراعيه لفضح هذه الآفة.. فتحت شعار.:
معا نصنع تحقيقا
كان عنوان التحقيق: التملق للرؤساء وأرباب العمل والسياسيين…
طرحت الأسئلة الآتية على شريحة من الأصدقاء والمثقفين..
1-ما بواعث التملق للرؤساء وأرباب العمل في نظرك؟
2-لماذا تضمحل هذه الظاهرة بعد ترك الرئيس أو رب العمل منصبه؟
3-بم يشعر «المتملق له» في كلتا الحالتين؟
4-ما أشكال التملق التي تلاحظها عند المرؤوسين؟
وذكرت المجلة من يود المشاركة، يرجى التعليق من يود المشاركة الإجابة عن الأسئلة أو بعضها، تمهيدا لنشر التحقيق في مجلة إشكاليات فكرية ووسائل إعلامية ملائمة…

-السيد مهدي طالب
يقول: المجتمع اللبناني ورث عبر أجياله فكرة تقديس صاحب المنصب الأعلى، بغض النظر عن رتبته العلمية، ربما تكون الطائفية السياسية هي السبب بتقديس الزعيم الأعلى الذي يأخذ هالة من القداسة الدينية، ويؤدي دور حامي المذهب الذي يمثله، ما يجعل هذه القداسة تفرض طاعته.. وبظل الوضع المعيشي المتدهور يرى البعض ان التملق لصاحب الهالة والمقربين منه مصدر رزق او مفتاح لوظيفة معينة، وربما يكون هدف المتملق الوصول الى منصب، أي التملق مجرد وسيلة.. ولذلك تزول ظاهرة التملق مع زوال المنصب..

.-السيد أحمد سرور
يقول: المجتمع العربي ورث فكرة تقديس القيادات..

-الأستاذة خديجة حيدورة
تقول:
الكل يلعق حذاء الكل، إما تملقا أو تقريبا، ولكن كيف يحدث هذا؟ وما هي أسبابه؟
تارة تكون هناك نزعة داخلية نفسية مرضية تصيب الكثير من الأشخاص منشؤها اجتماعي صرف. فإذا ما بحثنا في بيئة اللاعق سنجد أن أبويه مثلا مريضان نفسيا أو أمه قد غذته ضعفا ووهنا أو أحد أخوته قد أسقط عليه عقدة ما! وتراه ينفس عنها بطريقة ما. فهو عندما يقوم بهذا الفعل سيكون تابعا خادما، واشيا، نماما..
إن مشكلة المتملق أزمة غزت المؤسسات والمنظمات والشعوب… فالكل يريد الوصول على أكتاف الكل، ولا يهم هل سأدوس على أحدهم أم سأضر بآخر.
أما من منطلق ديني فإن المتملق ما هو إلا شخص مشرك بالله يعتمد في رزقه على العباد وليس رزاق العباد!

-رأي السيدة هدى فقيه
تقول:
الموضوع الذي قيد الطرح، يعد مهما لأننا نعيش في زمن المصالح لا الكرامات وحفظ ماء الوجه، إلا ما رحم ربي…وعفة الشخص وعزة نفسه…..
الإجابة ستكون حسب المعرفة ،ربما تفيدكم.. وهنا التملق ثنائي ما بين المتملق.. الفرد… والمتملق له الرئيس أو صاحب العمل..
1_ من بواعث التملق وأسبابه،
بشكل عام كسب وظيفة ما.. للعيش وتأمين متطلبات الحياة …وللحفاظ على وظيفته،يلجأ الفرد الموظف إلى التقاط نقاط الضعف في شخصية السياسي أو رب العمل….ويعمل على الوتر الحساس كما يقال ….بالمقابل رب العمل يكون راضيا بما يصفه فيه الموظف ….من مدح وثناء….وانه شخص لا نظير له …ويستحق أن يكون له سلطة وصيت وجيه بين الناس …. فيقدم الموظف بين يدي رئيسه اكثر مما يتقدم لوالديه، كأن يقدم له كوب الشاي….او ورقة لامضائها….طبعا ويردف بعبارات …كسيدي….انت الكل بالكل…..لولاك ما ما كان نظام البنك أو الدائرة على وضعها الحسن….وان جاز له لجعله الها او نبيا….وكله لأجل مصلحته الذاتية….
2-اما لماذا تضمحل أو تخفّ ظاهرة المتملق،  فلان الرئيس يكون على وشك الانتهاء من صلاحية المهمة التي أوكلت اليه خلال سنوات…. فبكل تأكيد في بداية السنة الأولى على سبيل المثال، يكون لرب العمل ٣ سنوات في إدارة ارة شركة أو عمل ما…تراه يتوسل له…..بشكل لا يوصف، فتستغرب لما تشاهده وتسمعه….مع الأيام تضمحل وربما تتلاشى لأنه صار في مأمن من وظيفته..وربما..يقول في قرارة نفسه…سيأتي بعده آخر….ونعيد الكرّة معه….وهو يكون اقرب الى التمثيل والخداع…..

3 اما المتملق له…..فترى عليه فضفضة التباهي بذاته، فهناك من يضعه في خانة الأهمية ….ويتصدر مركزا يحسد عليه.. فعلى سبيل المثال لا الحصر…بعض أصحاب العمل إن قصدهم الناس تراهم يصافحونك من غير اهمية (كما يعبر عنها بالعامية…من غير نفس) وهذا واقع…نلمسه في اوساطنا الاجتماعية…

*رأي د. طاهر سليم
المتملق بلا عقل تماما كرئيسه، وأسباب تخلفنا من عدم الصراحة والكذب. لما ينهي منصبه يلعنون حريمه احيانا كثيرة. أسباب عديدة أهمها المصلحة والتربية المذلة..
*السيد أحمد عوض
والله تفاجأت..  فحتى الطالب المتفوق، لينتسب الى الجامعه الرسمية،  لن يسلم من الواسطه..

*السيدة مربانا أمين

من يُفرح الحاكم الظالم بكلام معسول ليصل إلى مبتغاه …؟
ومن يبايع الشرّ ليصل إلى ما يصبو إليه من منفعة شخصية…؟
ومن يبالغ في حبه وشوقه لحاكمه او لمرؤوسه حتى لو كان ظالما …؟

إنه المتملّق الذي تكاثر بغزارة في المجتمعات المتخلفه بسبب غياب العداله الاجتماعيه وغياب حكم القانون .

*السيدة ملاك دهيني
كان عبيد أمريكا ينقسمون إلي قسمين : عبيد المنازل وعبيد الحقول…
كان عبيد الحقول يعيشون في قهر شديد وإذلال وكبت حريات، بينما كان عبيد المنازل يعدون أنفسهم من طبقة العبيد الاعلي مكانة!
فكانوا يأكلون بقايا طعام السيد ويلبسون ملابسه القديمة.

فكان كلما يجتمع العبيد لتحرير أنفسهم من العبودية يخالفهم عبيد المنازل المنتفعين لأنهم عشقوا العبودية، فبقايا طعام السيد عندهم أغلي من الحرية، ويفشلون حلمهم، وكانوا ينقلون أخبار ترتيبات الثورة للسيد فيعذب عبيد الحقل..

عبودية القرن الواحد والعشرين :
_________________________

كلما حاولت الشعوب التحرر من عبودية الحكومات الجائرة أتى عبيد المنازل محاولين أفشال التحرر من العبودية،  لأنه لا تهمهم الحرية ولا معاناة الشعوب؛ فما يهمهم هو فتات بقايا طعام السيد !!

____________
“ﻣﻦ ﺭﺿﻊ ﻣﻦ ﺛﺪﻯ ﺍﻟﺬﻝ دهرا.. ﺭﺃﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳة ﺧﺮﺍﺑﺎ ﻭ شرا. محمود_درويش
____________
“الحرية لا يمكن أن تعطى علي جرعات، إما أن يكون المرء حرا أو لا يكن.” نيلسون_مانديلا

*السيدة روز باين
المتملِّق لا يمتلك الكفاءة وبوادر التفوق، ولا عزة نفس وكرامة؛ لأنه شخص يريد أن يصل بسرعة؛ فهو فاقد لقدرات التميُّز، ومحتاج لغيره؛ لكونه شخصًا انتهازيًّا، يهدف فقط لأن يتسلق ويرقى على حساب غيره من ذوي الكفاءة والتألق.