بقلم مريم خلف
ما سأكتبه ليس قصة قصيرة بل مجرد مشاهد روتينية من سيناريو الواقع.
المشهد الأول:
مقطع درامي ممل داخل منزل عائلي، الأب يصرخ لأن الطعام لم يجهز بعد، يضيف بعض الشتائم كلما تأخر أكثر .
الأم في المطبخ تبلع بهدوء ما تعودت على سماعه يوميا، بينما يداها تغليان للانتهاء .
في ركن آخر تتصاعد دقات قلب الابنة المراهقة مع اقتراب البطل من الممثلة ، “مشهد دافئٌ و غريب” لم تر شيئًا كهذا من قبل، ترفع صوت التلفاز فصراخ أبيها لن يهدأ قريبا .
مقطع نسبة الدراما فيه قليلة :
الأم في جلسةٍ صباحية تسمع من جاراتها أن الأولاد في عمر المراهقة متقلبو المزاج كثيرا ، هذا الحديث جعلها تطمئن لنوم ابنتها المتواصل أحيانا و شهيتها المتقطعة غالبا .
الابنة تتقلب في سريرها، تفكر كيف ستكمل من دون الفارس بعد أن صفعتها الحياة أولى تجاربها القاسية “قصة حب فاشلة”. الأب يشاهد الأخبار .
مقطع لا مفر منه :
الأب لا يحبذ تأخر ابنته في الزواج مخافة من “ولاد الحرام ” .الأم لا تظهر رفضها .
مشهد الختام:
بعد مرور سنة على زواج الأبنة زاد وزنها ما يقارب الضعف، مع الوقت خفت اللمعان في عينيها عند رجوعه ليلا و الآن حتى النظر في عينينه أصبح متعبا .
يدق الباب ، ها قد رجع
تهم مسرعة لتنهي العشاء، فهي على عكس أمها لا تسطيع هضم كلماته التي يقذفها من وقتٍ إلى آخر .
مريم خلف