الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / أعلن انشقاقي من الأحزاب!

أعلن انشقاقي من الأحزاب!

بقلم أمل سويدان

صباحك مشرق يا بيروت، صباحك نقي كوجه البحر عند كل طلوع، صباحك عذري بغياب أوجه المغتصبين… لم أكن اعلم أن من بنى موطني هو ذاته الذي دمره. لقد كنت على يقين أن جميع الأوجه اللفظية والذاتية لكل علم يرفرف في سمائك ما هو إلا دخان سام لا يحمل أي فائدة. لقد أدركت حقا وبعد كل عاصفة دموية من حروب وإغتيالات وقتل وما شابه تعود إلى سبب واحد هو الطمع وحب السلطة من قبل جميع الأفرقاء والأحزاب السياسية اللبنانية على وجه التصريح. وبعد ما مر بنا كشريط تاريخي لا يسعني سوى أن أهاجم أي عمل حزبي أو ديني؛ باطنياً كان أو ظاهرياً لأن سيماههم في وجوههم وليست في داخلهم، وأي قائد أو مسيّر للأمور الداخلية والخارجية لم يهدف يوما إلى العيش المشترك والحب والسلام بل إلى التقسيم المتفق عليه حسب الإتفاقية بين الرؤساء الثلاث وما يتبعهم من مناصرين… فالتقسيم المذهبي والسياسي وحتى التعليمي ما هو إلا وسيلة للسيطرة على عقول الناس لأن الطريقة الأنسب والأقل خسارة مادية هي حقن الدماء والفتن في نفوس الشعب وذلك عن طريق الشعائر الدينية الكاذبة التي يتفوه بها كل من الشيخ والخوري لأن الدين في وطني لم يعد رمزيا ذاتيا مقدسا بل أخذ منحىً آخر هو إثارة الخلايا السرطانية التي تدخل إلى صميم العلاقات الإجتماعية فتجعل منها جسدا ضعيفا يقتله أي وباء كلامي…
إذا عدنا إلى كل الاحداث والأزمات والحروب التي عاشها البلد، نرى أن الأسباب المؤدية إلى ذلك ليست واقعية بل شخصية وهمية لأن القاتل لا يكون مظلوما والشيخ لا يصبح إلهً؛ إلا أنه يحاول أن يأخذ مكانة الرب الذي يخاف الجميع من معصيته وغضبه وسخطه، فيضطر المواطن إلى السير مع تياره واقفا بوجه جميع العواصف حتى وإن دمرته وكل من حوله! بناءً عليه؛ أنا وبصفتي فرد له جسد لا أكثر أعلن إنشقاقي عن كل الأحزاب اللبنانية موالية كانت أم معارضة، مذهبة كانت أم عرقية وأتبع المنهج الشيوعي فكرا ومبدأ وليس انضماما ومشاركة لأنه ليس لأحد فضل عليّ ولا امتنان، ليس لأحد كلمة أطبقها ولا نظام فأنا أعيش في وطن أسياده نحن وكباره نحن وليس أناس جعلناهم ذوا مكانة بأمر وقرار من معتقدنا وفكرنا لأن قوة الشعب أعظم من قوة الأشخاص الذين في السلطة، وتبني العلمانية قولا وممارسة مع تفسير القانون حسب مبادئه بحت بعيداً عن الدين والمحسوبيات لأن السياسة والنظام يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير التجارة الدينية. لذا علينا التحرر من النزعة التبعية التي تجبرنا على تقبل كل ما هو غير مرغوب فيقول مهرولا ما لا تتقبله نفسه وفكره، فيناصر الإشتراكية فعلا تحت عنوان الليبرالية. ففكرة السياسة ما نشأت إلا للإستيلاء على الشعب عبر الشعب لأن السياسين يدفعون للبسطاء جاعلين منهم سادة وعمداء يختبئون تحت أجنحتهم ويشخصون حالاتهم أمام معالجيهم… وقد صدق أحدهم حين قال “السياسة هي البندول التي يتأرجح بين الفوضى والطغيان وتغذيها بأوهام متجددة على الدوام” “فالغباء في السياسة ليس غباء” بل الغباء منا حين نطيع حكامنا ولو كانوا على خطأ!..