دراسة قصيدة الشهيد نمر الجمل للد أنور الموسى

دراسة أ. افتخار عبد الله (فلسطين المحتلة)

تحليل لنص الشهيد نمر الجمل وأطفاله الأربعة للد. أنور الموسى 
استهل الشاعر قصيدته بغرض بلاغي واضح يعرف ببراعة الاستهلال، حيث ركز مطلع القصيدة التي يتحدث فيها عن حياة الشهيد نمر الجمل منفذ عملية القدس المحتلة بتاريخ التاسع والعشرين من سبتمبر لعام ألفين وسبعة عشر… وذكر في المقطع الأول اسم الشهيد، وعدد أطفاله أربعة، وأنه يسكن في سفوح الجبال، إشارة لطبيعة أرض القدس الجبلية، وعدد بعضاً من صفات شخصيته كالشجاعة والحب والحنان والشهامة وعدم الاستسلام والخنوع…
والشاعر إنساني بالدرجة الأولى، وقد نفذ عمليته البطولية في صفوف الجيش الإسرائيلي وابتعد عن قتل الأبرياء كما نصت العهدة العمرية في نص التسامح الإسلامي…
أيضاً ذكر الشاعر معلومات عن تفاصيل وقوع العملية البطولية، حيث الوقت كان في الصباح الباكر، استخدام الشهيد للسلاح الناري وليس الطعن، وأنه قتل نخبة الجنود ثم ارتقى شهيداً…
الرموز التي استخدمها الشاعر رموز واضحة وبسيطة…
كالغضنفر اسم من أسماء الأسد ويرمز للشجاعة والقوة،
الشروح وترمز للدلالة الواضحة التي لا تقبل التحوير أو التحريف والتزييف…
استخدم التكرار في بعض الكلمات لدلالة توكيد المعنى..وأيضاً مراعاة للتناسق الصوتي الإيقاعي المتدفق…
أكثر الشاعر من استخدام الفعل المضارع الذي يدل على التجدد والاستمرار، والإشارة إلى تجدد مدى الألم والحزن الذي يلحق بالجيش وعائلاتهم وخاصة في ذكرى رحيلهم… وكأن الشاعر يسلط الضوء على حجم المرارة والألم الذي يلحق كل أسرة عند توديعها لأحد أفرادها…
الشهيد رجل محنك خبير وهذه إشارة إلى ساعد الفلسطيني الذي لا يخاف في الحق لومة لائم…
ودلالة الفعل يلقن تدل على الاستمرار في المواجهة وتقديم الصفعات والضربات من الشهيد وأبناء الشهيد وكل فلسطيني ثائر من أجل وطنه، سيمضي ملقنا على درب الشهيد…
كالجروح رمز بسيط جدا ولكن دلالته عميقة ترتبط بآثار الألم حتى بعد أن يندمل الجرح، ستبقى ذكرى آثره غصة في القلب وذرفة من العين…
أكثر الشاعر من الصور البيانية التي تفيد التشخيص والتوضيح، وجلها تعبر عن حس وجداني مفعم بالحزن والألم والفراق مع القوة والشجاعة والتسامح…
الشهيد كالغضنفر يبوح، فبوحه مقرون بالشجاعة، والجرأة، والمواجهة وجها لوجه، فهو لايختبئ في الحجر، ولايجعجع من وراء الأبواب الموصدة والأسوار العالية…
السفوح رمز لطبيعة أرض القدس الجبلية حيث جبل المكبر والزيتون والطور…
السطوح رمز للأماكن المرتفعة قليلاً، والشاهدة على بعض المعالم المجاورة، كسقف المنزل أو الطريق الجبلي المرتفع، وفيه إشارة إلى ملازمة الشهيد لهذا المكان المطل على أحداث العنف والشغب والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني…
مبحوح إشارة إلى بحة الصوت من إثر البكاء ومرارة الحلق وتوعده بالانتقام من المحتل…
الوصية حافلة بالحرص على ضرورة اتباع النهج وسلوك مسلكه، وضرورة تحقيق أدنى مطلب وحق إنساني وهو العيش بكرامة…
النبي نوح رمز يحمل ثلاثة أبعاد: إما مراعاة للانسجام الصوتي والإيقاع الموسيقي
وإما إشارة منه إلى اختلاف الرواية في العهد القديم والأسفار، مع القرآن الكريم حول أبناء نوح عليه السلام وذريته…
أو تقبيل يدي النبي نوح عليه السلام شكراً له على حفظ النسل من الانقراض حين جمع في سفينته من كل نوع زوجان…
معجم الشاعر كبير وزاخر بالمعاني المطروحة…
كرر من لفظة الروح في سياقات مختلفة، وبمعان متنوعة، فجاءت بمعنى روح الشهيد، والحياة الكريمة، والعيش، الخ
رحم الله الشهيد نمر الجمل وكل شهداء فلسطين…