شعر ناجي مخ
…إني أنا الرجل!
وقالَ ثالثُهمْ إنّي أنا الرّجلُ
ما نامَ في الكهْفِ لكنْ كانَ يحْتفِلُ
ما نامَ في الكهفِ لكنْ كانَ يحتَفِلُ
وقالَ ثالثُهمْ هذا هوَ أنا الرّجُلُ
وقائِلُ الشِّعْرِ، إنّي قلْتُ أجْمَلَهُ
كأنهُ الفرَسُ العَرَبيُّ ينْتَسِلُ
أَهْوى وأمدحُ ناسًا قلّبوا نَظَري
فكيفَ لا تَلِدُ الأقْلامُ ما حَملوا؟
نَافوا كما الطّوْدُ، والعَلياءُ ما نزَلَتْ
الاّ على بَشَرٍ نافوا كما الجَبَلُ
أَوابِدٌ الشِّعْرِ كمْ ألّفتُها فَرِحًا
كأنّما الحِبْرُ في أفْواهِهمْ عَسَلُ
وكانَ خلْفَ تِلالي، دونَ بارِقِهِمْ،
ليْلٌ على لمْعةِ العَيْنيْنِ يَرتَجِلُ
أقيمُ مأْدبَةَ المعْنى على صُحُفٍ
حَدْباءَ يَحْملُها الإِفْهامُ والجَدَلُ
ويسْتَطيعُ زمانٌ أنْ يُوَسِّمَها
ولا يُصيبَنّهُ مِنْ عِزّها وَجَلُ
وأسْتَعيدُ حبيبًا، أسْتَعيدُ بهِ
واحاتِ بادِيَةٍ ظَمأى وأغْتَسِلُ
لا لامَني اللهُ فيما قلْتُ في أَدَبي
فالشّعْرُ علّمنا ما عَلَّمَ الرُّسُلُ
أُدْني الى النَّجْمِ قلبًا باتَ ساكِنُهُ
كأنّما الموْعِدُ الآتي، ولا يَصِلُ
ولا أَقولُ كلامًا لا يكونُ بهِ
مِنْ قوْلِهِ لُغَةٌ أوْ فِعْلِهِ عَمَلُ
عيْنانِ مِنْ وَسَنٍ لولا مَفاتِنُها
ما حَلَّلَ اللهُ نوْمًا، أو بكى الأُوَلُ
يُقَلِّبُ الشِّعْرَ بي المعنى، فلا أحَدٌ
قدْ قالَ في أَحَدٍ ما قالَهُ الغَزَلُ
كأنّما الشِّعْرُ إِحْسانٌ أجودُ بهِ
فالنّاسُ تَسْمَعُني، والخَصمُ يَقْتَتِلُ
بِقائِلِ الشّعْرِ، إنّي لا أبوحُ بهِ
إلاّ لمَنْ بيَدٍ مِنْ عَسْجَدٍ نَقَلوا
وقالَ قائِلُهُم، والمُسْتَطاعُ أنا:
ما أنتَ يا رَجُلٌ ما أنتَ يا رَجُلُ!!
ناجي مخ، الحقوق محفوظة©