نهاية انتظار أب… مقهور!
بقلم د. أنور الموسى
…ووالد انتظر الشهور
ليحضن ابنه المأسور
ولما تحرر رآه
في نعش جيش «منصور»
***
هده الانتظار وأحاله
رمز أبوة مقهور
أعيته وعود سياسيين كذبوا
وقالوا ابنك هو المعذور
جال على النواب كراهب
أبى المذلة والجور
كلهم وعدوه خيرا
ولم يفهموا أن الأبوة كالمهور
***
انتظر… وانتظر كشاعر
لم تتعبه الدهور…
وحين كشفت حقيقة خدعة
بانت الفاجعة كالقبور
ابنه أعدم مطعونا
بلا ذنب سوى أنه مأسور
وقال لذابحه بنزق
قبل ذبحه «المبهور»:
أين تعاليم الدين والقرآن
اقرأ كلام النبي المأثور
اقرأ أحاديث سنة
اقرأ التاريخ المطمور
راجع السيرة والشعور…
الأسير ينبغي تكريمه
تلك قيم العز المسحور!
***
لم يصغ ذابحه لملامة
وزور الديانة كمخمور
ذبحه وذبح أترابه
جنود عز حموا الدور
وقبل دفنهم في الليالي
نادى رأس الابن المغدور
قال أبتاه، سامحني
اتعبتك كالبذور
فعلت أبتاه مستحيلا…
لتضمني إلى صدرك المقهور
ابتاه، أنا ابنك المنصور…
اشتقت إلى نظراتك
اشتقت إلى حضنك المجبور…
اشتقت إلى يدك
إلى عينك
إلى وجهك المنثور
اشتقت إلى دمعك حين عالجتني
اشتقت إلى عطفك الممهور
اشتقت إلى حسك إلى نبضك
إلى تجاعيد يدك والبخور
اشتقت إلى أمي إلى جلستنا
ونحن نصلي ونتسامر كالنسور
أبي، لا تبك علي
انا ابنك المشكور
سوف ألقاك في فردوس عز
في جنات الخلد كالعبور…
سننظر الى قاتلي الذابح
نظرة ازدراء من مقهور
سننظر الى جهنم وهي تلقاه
وتقول له يا وغد يا مدحور…
ادخل إلى النار وأنت زاحف
لكن… خذ السماح من أبي المقهور!