السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / قصة وسرد / بعد نصف قرن في الغربة يخط قلمي بلسان اجدادي كلمات وذكريات جلست ارتشف قهوتي والشمس تدللني وخطرت على بالي طفولتي ، وذكريات هيجتني أين ذهبت أيامي والعديد من سنيني؟ كيف هربت وبلمحة البصر هجرتني وكانها حلم يتدفق منه حنيني؟ تذكرت شارعا سكن فيه اطيب الجيران ومذياعا انطلقت منه اجمل الأغاني تذكرت رفقة في الصف الاول والثاني تذكرت قطة تلعب في طابة من الخيطان تذكرت بائع الخضار يمر على الاتان وبائع البليلة ينادي واشتري منه باقتين تذكرت صوت أمي برفق يناديني تذكرت اخوتي وجدتي وفستاني وحديقتي وحارتي وابن الجيران تذكرت نظراته من وراء الحيطان وكلماته العذبة وهو يقترب ويصافحني ونبضات قلبي التي تسارعت واخافتني كلما ابتسم لي او اقترب ليحييني تذكرت أجراس الكنيسة وصوت الأذان والمساواة بين مسلم و نصراني وصدق وامانة ومحبة بكل إيمان وحلاوة العيش في مختلف الأديان في الشارع وفِي المدرسة وفِي البستان حياة جميلة وامان بكل اطمئنان كيف ذهبت وانطفأت كالنيران ماذا جرى اليوم وغير ما كان في الحسبان وانقلب كل على أخيه الانسان وهل يعود الوفاق كما كان من زمان او نقع جميعا في هوة تحطم الامان؟ طمني يا صديقي وطمن اعواني لا زلت اذكر مدرستي ومعلمتي وعطر الياسمين وزهوره تتدلى فوق النوافذ والجدران كلها بعدت عندما ابي قادني الى طائرة كانت تنتظرني ركبتها بحيرة والم والدمع في عيوني انا وحقائبي المكدسة بالاحلام وبالأماني طائرة الى غربتي اوصلتني غربة أسعدتني تارة وتارة المتني غربة لم تستطع رغم مرور الزمان ان تسلب هويتي او تفرض علي النسيان ! مارسيل معلوف جدعون -كندا

بعد نصف قرن في الغربة يخط قلمي بلسان اجدادي كلمات وذكريات جلست ارتشف قهوتي والشمس تدللني وخطرت على بالي طفولتي ، وذكريات هيجتني أين ذهبت أيامي والعديد من سنيني؟ كيف هربت وبلمحة البصر هجرتني وكانها حلم يتدفق منه حنيني؟ تذكرت شارعا سكن فيه اطيب الجيران ومذياعا انطلقت منه اجمل الأغاني تذكرت رفقة في الصف الاول والثاني تذكرت قطة تلعب في طابة من الخيطان تذكرت بائع الخضار يمر على الاتان وبائع البليلة ينادي واشتري منه باقتين تذكرت صوت أمي برفق يناديني تذكرت اخوتي وجدتي وفستاني وحديقتي وحارتي وابن الجيران تذكرت نظراته من وراء الحيطان وكلماته العذبة وهو يقترب ويصافحني ونبضات قلبي التي تسارعت واخافتني كلما ابتسم لي او اقترب ليحييني تذكرت أجراس الكنيسة وصوت الأذان والمساواة بين مسلم و نصراني وصدق وامانة ومحبة بكل إيمان وحلاوة العيش في مختلف الأديان في الشارع وفِي المدرسة وفِي البستان حياة جميلة وامان بكل اطمئنان كيف ذهبت وانطفأت كالنيران ماذا جرى اليوم وغير ما كان في الحسبان وانقلب كل على أخيه الانسان وهل يعود الوفاق كما كان من زمان او نقع جميعا في هوة تحطم الامان؟ طمني يا صديقي وطمن اعواني لا زلت اذكر مدرستي ومعلمتي وعطر الياسمين وزهوره تتدلى فوق النوافذ والجدران كلها بعدت عندما ابي قادني الى طائرة كانت تنتظرني ركبتها بحيرة والم والدمع في عيوني انا وحقائبي المكدسة بالاحلام وبالأماني طائرة الى غربتي اوصلتني غربة أسعدتني تارة وتارة المتني غربة لم تستطع رغم مرور الزمان ان تسلب هويتي او تفرض علي النسيان ! مارسيل معلوف جدعون -كندا