الأحد , أبريل 20 2025

صمت المجانين

بقلم الشاعر فؤاد دهيني
أنــا شــارعٌ لـلصّمْتِ بـينَ الـطّواحينِ
وبــي حـفـرٌ تـستنزفُ الـماءَ بـالطّينِ

وهَـمْـسي مَـطـبّاتٌ تُـعـرقلُ مـسـمعي
وتَـرْمي بعقلي في سجونِ المجانينِ

وأرصــفـتـي ألــغـامُ سَــكْـتٍ مُـسـنّـنٍ
فــلا تَـعْـبري يـومًـا دروبَ الـسّكاكينِ

ولــي سَـعَفٌ يُـخفي مـلامحَ شـاطئي
ويـجلسُ تـحتَ الـنّخْلِ ظلُّ الملايينِ

وتـشـهقُ فـي صـمْتِ الـمسافةِ جـمرةٌ
لـيـزفرَ فــي الأرجــاءِ بــوحُ الـبراكينِ

فـبـيني وبـيـن الـصّـمْتِ ألـفُ حـكايةٍ
كـلانـا نــداري ضـجّـةَ الـكـفْرِ بـالدّينِ

فـنـحـنُ ولِــدْنَـا كـــي نـعـيشَ بـثـورةٍ
وحـبّـي لــه حــبُّ الــرّدى لـفلسْطينِ

أنــا والـسّـكوتُ الـهـائجُ اثْـنـانِ تــوأمٌ
وأنْـتِ ضـجيجٌ صـامتٌ في الشّرايينِ

تـغـارينَ مــن صـمتي وصـمتيَ غـيرةٌ
أيـحـسدُ عـصفورٌ سـمومَ الـثّعابينِ ؟!

عـذابُ الـصّخور الـثّكلى أشـدُّ سعادةً
مـن الـموجِ مـختالاً بـرقصِ الـدّﻻفينِ

فـفي زحْـمةِ الأشـعارِ سِـيْري كـخنجرٍ
ولا تَــرجـعـي إلا بــــرأسِ الــدّواويـنِ

وقــومـي لـقـتلي بـاغْـتيالِ قـصـائدي
فقتلُُ سكوتي في ضجيجكِ يُحييني