السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / حينَ غَدَتْ شفاهُنا رُطُبا!

حينَ غَدَتْ شفاهُنا رُطُبا!

شعر الأستاذ ناجي مخ

أحِبُّ حينَ غَدَتْ شفاهُنا رُطُبا
هُزّي ليَ الجيدَ عَلّي أسْتَحيلُ أبا
قصائدي، كلُّ ما قدْ شالَهُ قلَمِي
لا تَعْلمينَ لها أَرْضًا ولا سَبَبا
أُريدُكِ الأَمَل الآتي فما نَظَرتْ
عينايَ الاّ الى عينَيْكِ مُنْجَذِبا
لا تُقْفِلي البابَ ليْلاً إنني رَجُلٌ
لا أَسْرُقُ النّهْدَ أوْ آتيكِ مُحْتَجِبا
وأشْعِلي الشَّمعَ هذا الشمعَ أكمَلُهُ
فإنّني ولِهٌ لا أحمِلُ الحَطَبا
وإنّني غيرُ ما شئتيهِ في صُورٍ
منَ الكِتابِ، أنا مَنْ يكْتُبُ الكُتُبا
لا تقفليهِ فَإنّي غيرُ ما علِمتْ
كلُّ النّساءِ بِمَدْلولاتِها العَرَبا
هذي جُذوري على المِشْكاةِ صاحِيَةٌ
مِصباحُ مَنْ نُسِبوا مِنْ دونِنا نَسَبا
آتيكِ في ليلَةٍ قدْ نامَ ساهِرُها
وأعْقَمَ النوْمُ في شُبّاكِها الخَشَبا
ولا أسيرُ على أرْضٍ مسَطّحَةٍ
مثلَ الذّئابِ، أنا اسْتَعْذِبُ الهُضُبا
وحينَ تنحَدِرُ الآثارُ عَنْ قَدَمي
أسيرُ في خِفّةٍ قُدْمًا ومُنسَحِبا
هُزّيهِ ذا الجيدَ علّي لا أرى كذِبا
ولا أرى عتبًا ولا أرى غَضَبا
وقدّمي الخمْرَ لي يا خير ساقِيَةٍ
لوْ كانَ للخَمْرِ ثَغْرٌ قالَ لي العَجَبا
أتيتُ مُبتَعِدًا عنْ كُلِّ واشِيَةٍ
كأنّني طائِرٌ ما حاوَرَ العِنَبا
الليْلُ في أثَري شَبّتْ كواكِبُهُ
كأنّما رُكِّبتْ في فُلْكِهِ لُعَبا
جوارِحي مِلْؤها الأشواكُ ما وشَكَتْ
إلاّ لتُبْعِدُني وبِتُّ مُقْتَرِبا
وحينَ آلَمَني قَلْبي ذَكَرْتُ لهُ
ما قالَهُ قَلَمي فاشْتَدَّ بي وشَبا
يا غادَتي كُلُّ حُلْمٍ لا يمُرُّ على
حبيبَتي لامِعًا، لمّا يَكُنْ ذَهَبا
كأنَّ أفْعى هُنا في كُلِّ ذي بَصَرٍ
تُقاذُفُ السُّمَّ قُلْ غيْمًا إذا سَكَبا
إنّي على بابِكِ المَفتوحِ أُغْلِقُهُ
وحْدي أُشاغِلُ دونَ النّاسِ ما وَجَبا
بَيْني وبيْنَكِ أَبْصارٌ مُعَتّقَةٌ
فما همو قَرَنوا وما أنا عَزَبا

ناجي مخ، الحقوق محفوظة©
قرنوا: أي جمعهم الزواج
غزب: غير متزوج
قدْما: السير الى الأمام