بقلم سهام صبره الكسواني
آه آه ياوطن
……
بعد فرحي فؤادي يغيب
أناديه سرا وزاد النحيب
كان مثل حلم مضى
بين الرياح وصوت الصدى
لصوتي بعيدا فذقت الردى
ولم يبق عندي غير القمر
ذرفت دمعا من مقلتيّ
فالناي تشدو في مسمعيّ
فعندي يبقى وميض الصور
تركت ربوعي فهذا القدر
بعمقي حنين لحب الوطن
فكم يستباح فيه الوهن
فغدر اليهود يكون يقينا
دنسوا القدس وفلسطيناذ
سهرت الليالي وزاد السهر
سأسهر حتى يمل السهر
وزاد الأنين وزاد الشجن
فكم تستباح دماء الوطن
سارقب الفجر ليغفو القمر
مع الليل تخبو آلام البشر
اعود وأرنو إلى وميض الصور
وبي ذكريات تثير الشجن
إلهي لطفا بهذا الفؤاد
لطفا الهي بذاك الوليد
بشيخ كبير ذاق الهوان
بطفل يتيم قبل الأوان
بثكلى تنادي وامعتصماه
تعالى يا صلاح فلبي النداء
لطفا بجرح كبير استقر
وأدمى الفؤاد القبر حفر
وطفل حزين خبزا يلم
يبحث مكانا بين الخيم
الهي
لطفا بجرح يذيب الوريد
العين تبكي بكاء شديدا
لقد لوعتنا كل المحن
نريد فجرا جديدا معا
نعيش فيه بظل الجنان
ونحيا بسكينة وأمان
وننسى عذابا مريرا اليما
كان معنا بكل زمن
يكاد حزني ينادي الأمل
بعدما غاب الهنا وأفل
إلى متى سنبقى نلوح
والعرب نائمون في الصروح
والحمام يبكي والعصافير تنوح
في كل حقل تطير تروح
العمر يمضي في عجل
ونحن نبحث في فسيح الأمل
لاحت بقلبي نجوم السنين
وأرعد سمعي صوت الأنين
وجرح فؤادي يبكي الحنين
يرقب دوما قدوم الأجل
آه وآه ضاع الوطن
آه وآه ضاع الوطن
………
سهام الكسواني