الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / مقالات / …لم تكتب لمنهزمة مغتصبة… فلسطين؟!

…لم تكتب لمنهزمة مغتصبة… فلسطين؟!

بقلم د. أنور الموسى

«لماذا تكتب لفلسطين الخاسرة المنهزمة…؟!»
سألني مؤخرا أحد «المثقفين» العرب:
لم تكتب دائما عن فلسطين؟! ولم تنظم أشعارا في القدس المباعة المنهوبة؟ ولم تمدح الأسرى والمعتقلين الذين لا ينفعون أنفسهم؟! ولم تقف في خندق المنهزمين المسحوقين الفقراء المنكوبين اللاجئين؟ أليست قضيتك خاسرة؟! أليس الأفضل لك أن تكتب عن الحب وثقافة الحياة؟!
…ترددت كثيرا قبل الإجابة عن أسئلته/ الفضيحة. تألمت جدا وأنا أقرأ نصيحته. وفوجئت من تخاذله وتنازله.. وخفة عقله وتقاعسه، وسذاجته وتواطئه! قلت في نفسي: ربما يكون دمه مطعما بنسيان أو عقم ضمير وانهزام.
قلت له بنيرة حاسمة: ألست عربيا؟! ألم يتربص بك الصهيوني كما يتربص باللبنانيين والفلسطينيين؟ وهل فلسطين للفلسطينيين فقط او للعرب فقط أو للمسلمين… فقط؟ أليست عاصمة أحرار العالم والثوار؟
وتابعت: الكتابة في الحب مفيدة، لكن ما الفائدة إن كانت حبيبتك مغتصبة تصرخ أمامك بصوت ذل وانهزام، وأنت تتفرج على ذئاب تنهشها…؟ وربما تشجعهم…! هل تبقى تنظر إلى عورات مغتصبها مسرورا…؟!
…وتابعت في سري: هل أنت مثقف حقا؟ ألم تقرأ التاريخ والجغرافيا؟
وقبل أن أودع جهله قلت: ارم قلمك ومزق هويتك… واذهب إلى الخمارات الإسرائيليات… حيث الراقصات والعاريات والقيادات العاهرات… والعربيات المنهزمات المطبعات البائعات لشرف الأمة والشريفات!