«وداعا دوالي جدي» فيلم مميز يزين أوروبا وباريس
2017-06-27
الأدب المنتفض, قضايا مجتمع ومناسبات, نقد وفلسفات
746 زيارة
تعليق د. أنور الموسى
الفيلم الواقعي “وداعا دوالي جدي” للمخرج المغربي د. عبد الله بنحسو، يتناول ألم الاغتراب، ليس من زاوية أخرى فحسب، بل بإطار سيميائي اجتماعي سياسي مختلف تماما عن المألوف و المتعارف عليه في تناول مفهوم الاغتراب.. “وداعا دوالي جدي” كما يقول مخرجه د. عبد الله بنحسو، يعيد تعريف كلمة الاغتراب، ليجد لها حقلا دلاليا آخر، يتمثل في كون الاغتراب الحقيقي هو ذاك الاغتراب الذي نعيشه داخل أوطاننا، حين نصير مسحوقين في طاحون الفقر والتهميش و المرض و الإذلال والإقصاء والاستعباد…
الفيلم الذي وصف بالمستقطب للمشاهد مهما كان موطنه، يحاكم بمقاربة فنية سينمائية عنصرين أساسيين: مسؤولين عن الاغتراب داخل الوطن ألا و هما :
1.الحكامة الفاسدة
2.الامبريالية الغربية.
الفيلم للمخرج عبد الله بنحسو
وكتابة السيناريو عبد الله بنحسو
وأداء الممثلة الاستاذة إيمان حشادي
ونظرا إلى أهمية الفيلم، انتقته اللجنة الفنية ودخل مؤخرا غمار منافسات مهرجان المختار الدولي للفيلم القصير بالعاصمة الفرنسية باريس ..
الفيلم من إنتاج منتدى “اليانسون للفنون الدرامية و الأدب”…
يذكر أن المشاهد العربي يجد في الفيلم واقعه المؤلم… حيث الاغتراب والعذاب.. فيتماهى به مع التفريغ النفسي والإعجاب!
…وفي ما يتعلق بدلالة العنوان، فإنه يحمل مرجعية رمزية وواقعية في أن معا، فالوداع صنو الموت والألم.. والدوالي تحمل بعدا نفسيا يعود إلى المرحلة الفمية.. والطفولة المشعة بالحنين… أما الجد فهو كل الحب والحنين…
لكن المؤسف.. أننا ودعنا الحياة… لأن قوى السادية تنكل بالمواطن في وطنه وحضن أمه!…
الفيلم يعيد الفيلم الملتزم والقصة الملتزمة إلى واجهة النضال والمواجهة.. آية ذلك أنه يضع الإصبع على الجرح… والسؤال الذي يطرح نفسه بعد مشاهدة الفيلم: متى يبقى الاغتراب ينهش بالمواطن حتى في عقر داره؟ لم هذا الظلم وغياب العدالة؟!