عار النكسة يعززه الانقسام وانتظار معاش آخر الشهر!
2017-06-05
مقابلات وتحقيقات
532 زيارة
تحقيق د. أنور الموسى
نكسة حزيران 1967 في ذكراها ال50 بداية النكسات
محو عار النكسة عبر بذل الدم والمال لا الانقسام وانتظار معاش آخر الشهر!
…لا تزال نكسة حزيران 1967، ترخي بظلالها على العالم، ولا سيما العربي… فهي فتحت الباب على مصراعيه أمام نكسات متتالية، لما تنته فصولها بعد…
فتحت شعار: «معا نصنع تحقيقا صحافيا»،
وفي الذكرى ال50 للنكسة … الرابع من حزيران 1967، حيث احتلت قوات الإرهاب الإسرائيلي ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية: “القدس، والضفة الغربية وقطاع غزّة” والجولان السوري وسيناء… أعدت مجلة إشكاليات فكرية تحقيقا صحافيا، وطلبت ممن يود المشاركة، الإجابة عن السؤالين أو أحدهما عبر تعليق…:
1-ماذا تعني لك النكسة؟
2-ما سبل محو عار النكسة؟
فصحيح ان نسبة المشاركة ضئيلة، لكنها جاءت معبرة، وتعكس على قلتها حالة اليأس العام والإحباط…
*النكسة نكسات
تجمع آراء المتفاعيلن على أن النكسة باتت اليوم نكسات، يقول ربيع محمد: إن النكسة كارثة، ولكنا لم نتعظ حتى الآن.. ويوافقه سعد الحاتم الرأي، ويتابع: انظر إلى الانقسامات والقتل المجاني الآن… والمؤسف ان الانقسام بات عربيا وفلسطينيا واسلاميا…
بدورها نهلة جمعة، تترحم على النكسة، وتقول: ما فعلناه بأنفسنا من تدمير تفوق على مجازر إسرائيل…!
أما جورج حنا، فيؤكد ان النكسة تغلغلت إلى الفكر العربي عبر النعرات الطائفية والمذهبية… فيما يشير بدر يونس إلى أن هدر أموال العرب نكسة النكسات، يليه الدكتاتوريات والأنظمة الفاسدة العميلة، والإرهاب والقتل العبثي…
ندى رضا بدورها، تؤكد أن الدم المراق حاليا لو استثمر ربعه ضد إسرائيل لأزلناها من الوجود… وتلفت إلى أن محو عار النكسة يكون من خلال عمل صادق مخلص لا من خلال أحزاب حولت القضية إلى تجارة، وانتظار راتب آخر الشهر…!
*آراء ومواقف
الشاعر العراقي الكبير عبد الله عباس خضير
يقول:
كنّا في الخامس الإعدادي ّ نؤدّي الامتحان الوزاري ّ( البكلوريا ) حين اشتعلت الحرب ، لم يؤجّل حكم عبد الرحمن عارف ( المهلهل ) الامتحان ، كانت الجبهات مشتعلة وأخبار المعارك الطّاحنة تتوالى ، وكانت أخبار المشير عبد الحكيم عامر تتناهى إلى أسماعنا ، وكان صوت أحمد سعيد المرنان من إذاعة صوت العرب يأسرنا ، لم نك ندري أن ّ الإعلام الزائف والعنتريّات الإذاعية والخطابيّة كانت قد سقطت أمام خطّة الحمامة التي انطلقت لتدك ّالمطارات المصريّة وتدمّر القوّة الجويّة المصريّة وهي على الأرض ، كنّا نتصوّر واهمين أن ّالقاهر والظافر والدّعم الرّوسي ّسيعجّل في قذف إسرائيل في البحر … فكانت الهزيمة فاقعة فاجعة … وجاءت استقالة عبد الناصر ومظاهرات الشعب المصري ّوالاعتراف بخديعة موسكو للعرب صادمة للعقل العربي ّ وللمثقّف العربي ّلتبدأ مرحلة جلد الذّات وتعريتها في ماسوشيّة قاتلة توجّها نزار قبّاني في هوامش على دفتر النكسة وصادق جلال العظم في نقد الفكر الديني ّ … وتهاوت الأنظمة الرّجعيّة في العراق وليبيا والسودان … لكن يجب الاعتراف بأن ّالحس ّالقومي ّالعربي ّكان في أوج صعوده …
ويتابع:
وجاء الرد ّالفلسطيني ّ أدبيا ً في سقوط الأقنعة / سميح القاسم وعاشق من فلسطين / محمود درويش وكتابات الشهيد غسّان كنفاني ّ وفي انطلاقة شعر بمستوى المأساة انطلق من تحت رماد المعارك في فلسطين وبروز جيل جديد من شعراء القضيّة الفلسطينيّة راشد حسين وتوفيق زياد ومعين بسيسو وأحمد دحبور … وانطلاق الحركة الفدائيّة وكانت كتابات الدكتور سهيل إدريس في لبنان عبر منبره الكبير مجلّة الآداب البيروتيّة وتبنّي الأصوات الرّافضة سليمان فيّاض فكانت زهرة من دم لسهيل ادريس والأشجار واغتيال مرزوق وأعمال أخرى … بداية لنهوض أدبي فني سياسي ّ جديد .
*الأستاذة وجدان شومر
تقول:
والله النكبه امتدت في هذا الزمن، وصارت في أخلاق بعضنا ….والله ينجينا من الآتي..
*طالبة الماستر فاطمة قبيسي تقول:
خمسون عاما والطير ينزف دماء كالصدأ
و الجراح في ذمة الألم لا تضمد و لا تشفى، خمسون عاما و فلسطين منكوبة، تهزها أقدام المحتلين، تعصرها كالتوت البري، بنفسجا خافتا، من خوفه إنسدل،
لكل عربي جرح اسمه فلسطين، و حب و إعصار، و دمع و نار.
الجرح يأتي من شعوره بالذنب تجاه القضية المنسية، و حبه لها، يشبه محبة الأطفال، لا تستطيع أن لا تحبهم، و أن لا تدافع عنهم، كأنه حب ولد بولادة القلب، لا تكون عربيا اذا ما لامسك حنين لوطن منسي أسماه التاريخ فلسطين…
رياحنا تصافح رياح فلسطين، طيورنا تغرد لطيور فلسطين، و غيومنا تعانق غيومها، نهرنا يجادل مع نهرها ينابيع، و الشهيد في كل أرض عند شهادته يلقي التحية على فلسطين، كيف لا نحب وطنا عانق المسيح و مريم؟ و عانقنا بشدة يوم تلاحم الأرض عند الخلق،!
نكسة فلسطين تعني العار لعروبتي، و انتمائي و هويتي،تعني لي أنني لا أشعر بالأمان و تهديد فعلي من قبل العدو و سكوت و رضا من قبل العرب،النكسة في جذور الذكريات أعطتني العبرة ان مصالح العرب المادية أهم من طفل و رضيع و شهيد و أم و أرض و وطن و إنسانية.
إن كانت بين يدي ممحاة سحرية، لكنت محوت النكسة و العار و الصهاينة،و خيانة العرب و كتبت قصة من خيالي، أسميتها العزة…
كانت فلسطين في ربيعها المتوهج، ينبت أزهاره، و كانت الياسمين و الفل و السوسن، تزين شقوق الحجارة،و ترسم من أغصان الشجر الصمود و الكرامة و حلم الوطن.
في يوم أسود، جاء المحتل يقتلع الورد و الزهر، و يمشط عن الحجارة نعل الزمن، حول الربيع الى شتاء قارس، و بدأ بالترهيب و التعنيف و الضرب، و بسط الشر و الحزن و الفقد… نادت فلسطين بأعلى صوتها يا عرب إنني أغتصب، أحرق و أهدم
لم تنتظر طويلا حتى طل من بعيد فرسان العرب، يقال أنهم أتوا من كل واد و صوب، من أعالي السحب و من خلف الشمس طلوا، أصابوا المحتل و أخرجوه من الأرض!
*علي عبد الرحمن يقول:
للأسف العربان سبب نكبتنا ونكستنا ومصائبنا كلها من خليج الشياطين!
*الأديبة المغربية سوار غازي
تقول:
لأن نكبتنا أكبر تمر ذكرى النكسة مرور الكرام..
*الأستاذ فضل عباس علي
يقول:
تعني لي النكسة.؟
هي القشه التي قسمت ظهر الأمة
وهي الانتكاسة الكبرى في منظومة القيم والمبادئ القوميه والتحرربه
وسقوط الحلم العربي الجميل . وشكلت بداية لتحول كبير في الفكر القومي التحرري العربي.
•الاستاذ محمد بلحج
يقول:
مع كامل إحترامي، ولكن حرب يونيو كانت يوم 5 وليس يوم 4، وحدث الإحتلال في واقع الأمر بعدالتاسع من يونيو. تلك في الحقيقة لم تكن نكسة ولكنّها كانت هزيمة نكراء. برغم الهزيمة في 1967 إحتفظنا بكرامتنا وكانت لنا كلمة مسموعة في كل أنحاء العالم. اليوم نحن نعيش في هزائم يوميّة مختلفة… إنّها هزيمة الكرامة وهزيمة الإرادة وهزيمة نفسيّة. الهزائم النفسيّة ليس من السهل تعويضها، أما الخسائر العسكريّة فمن السهل تعويضها بإنتصارات عسكريّة مماثلة. أمّتنا تعيش الآن في هزيمة معنوية ونفسيّة تعمّقت بأفعال الجماعات الإرهابيّة التي وللأسف أساءت لنا كعرب وأساءت لنا كمسلمين. جميع الأنظمة التحرّرية في البلاد العربية إنتهت وحلّت محلّها صراعات عقائدية يعلم الله وحده متى سوف تنتهي، وكل ما بناه العرب طيلة الخمسين سنة الماضية تم تدميره بما سمّي بثورات الربيع العربي التي تحوّلت بين ليلة وضحاها إلى خروج الجماعات الدينية المتشدّد من جحورها وإذا بها تسعى الآن لوضع أيديها الوسخة على مقدّرات البلاد العربية وحضاراتها وثقافاتها بإسم الدين وبإسم الشريعة.
*يرد عليه الأستاذ فضل عباس علي بالقول:
شكرا لك اخي محمد .. ولكن في تقديري الشخصي أن نكسة حزيران لم تكن هزيمه عسكريه فقط. بل هي هزيمة ..أخلاقية وثقافية وفكريه وسياسية
وهي لم تاتي من فراغ انما بتخطيط صهيوني استعماري رجعي يهدف إلى إسقاط مشروع عروبي نهضوي . وما نحن نعيشه الان ما هو إلا امتداد طبيعي لهذا المخطط وان اختلف اللاعبون أو الاسماء..
*يرد عليه محمد بلحج بالقول:
نحن نعيش الآن في أزمة كبيرة وخطيرة بكل تأكيد، وأزماتنا هي تتفاقم في كل يوم تشرق فيه الشمس من جديد. أنا شخصيّاً أرى أن جوهر المشكلة عندنا الآن يكمن في تغوّل الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة على مواقع صنع القرار في عالمنا العربي على وجه الخصوص، وهذه الجماعات كلّها تحمل أفكاراً مشوّهة عن الإسلام وتعتقد بأنّها هي على حق وبأن غيرها مخطئون. هذه الجماعات لا تؤمن بشئ إسمه الديموقراطية ولا تعترف بحدود وضوابط الدولة القطريّة، ومن ثم فإنّني أرى بأن الطريق الذي أمامنا هو طريقاً شاقّاً وربما منحدراً أيضاً. تشخيص المشكلة في العالم العربي والإسلامي قد لا يحتاج إلى ذكاء وإنّما التفكير في الحلول هو من وجهة نظري ما يتطلّب تكاتف كل المثقفين والمتفتّحين العرب مع بعض من أجل إيجاد بدائل قد تخرجنا من هذا اليم من المياه الراكدة الذي وجدنا أنفسنا نغوص في أعماقة ونحن وللأسف لا نجيد العوم ولا نفقه فنون السباحة.