مُهَاجِرٌ إِلَى بِحَارِ المَوْتِ!
2017-06-04
الأدب المنتفض
601 زيارة
بقلم د. أنور الموسى
مُهَاجِرٌ إِلَى بِحَارِ المَوْتِ
1- لَمْلَمَ بَقَايَا أَطْفَالِهِ وَحَيَاتِهِ/
عَزَمَ عَلَى الرَّحِيْلِ… لِيَتَحَرّرْ…/
قَبَّلَ جُدْرَانَ ذِكْرَيَاتِهِ/
وَتُرَابَ أَجْدَادِهِ… وَقَالَ:/
فَلْأَنْجُ كالطَّائِرِ بِمَا تَيَسَّرْ…/
وَلْأَحْمَلْ أَطْفَالِي وَأَتَرَجَّلْ…/
وَمِنْ مَجَازِرِ بِلادِيْ فَلْأَتَحَرَّرْ/
عَزَمَ عَلَى الرّحِيْلِ.. وَتَرَجّلْ…
2- نَسِيَ أَنْ يَطِيْرَ…/
فَسَبَحَ بِأَطْفَالِهِ… وَأَبْحَرْ/
يَا لَحَظِّهِ المَكْلُوْمِ…/
وَعَوْمِهِ المَسْمُوْمِ…!/
مَوْجٌ عَاتٍ كَصُخُوْرِ الشَّمْسْ…/
عَلَى قَارِبِ جَسَدِهِ… تَفَجَّرْ/
يَمِيْنًا يَسَارًا… هَا هُوَ طِفْلُهُ يَتَدَوَّرْ/
وَطِفْلَتُهُ تَتَضَرّرْ/
وَرَضِيْعَتُهُ تَتَعَوَّرْ…/
رُوَيْدَكَ، أَيَا مَوْجَ الغَضَب…/
فَأَنْتَ عَلَى أَطْفَالِ العَرَبِيِّ تَتَجَبَّرْ/
وَفَوْقَ تَشَرُّدِهِ تَتَفَجَّرْ…!/
مَهْ، أيا موجَ الرّزايَا…!/
فأنْتَ مَعَ المقامِرِيْنَ، تَتَبَخْتَرْ…/
عَزَمَ عَلَى الرّحِيْلِ… فَتَبَعْثَرْ…
3- ضَاعَ وأبْنَاؤُهُ…/
وَفِيْ أَعْمَاقِ البِحَارِ…/
وَدَّعَنَا وَتَحَرَّرْ/
مِسْكِيْنٌ العَرَبِيُّ… يَوَدُّ الحَيَاةَ…/
فَمِنْ أَطْفَالِهِ والنَّجَاةْ… يَتَحَرَّرْ!